السعودية – جسور- شيماء اليوسف
أهدى الشاعر السعودي سعد الشليل، والكاتب بصحيفتي عكاظ والرياض، قصيدة بعنوان “الأمل” إلى الأشخاص من ذوي الإعاقة، دعمًا لهم واحتفاءً بإرادتهم وتحديهم للصعاب.
نشرت القصيدة بصوت محمد بن وحيش حمّدي، أحد النماذج الملهمة من ذوي الإعاقة البصرية، وصاحب مشروع “مدينة الهمم الدولية“، فيما تولى المترجم محمد الذويب تقديم القصيدة، بلغة الإشارة، لتصل رسالتها لكافة فئات ذوي الهمم، سمعًا وبصرًا وإحساسًا.
وتقول القصيدة:
همسة أمل طالت على شفاه تقول
فاق النظر محروم من نور البصر
أنا الكفيف اللي على البلوى صبر
وبقلبي اشوف.
مثلي مثل كل البشر
كلي أمل واليأس بدلته أمل
ولو كنت أنا من نعمة الشوف محروم.
يقول على القدم والمسير رجلي بخطواتي تجبر
أنا المعاق اللي على اليأس انتصر
قلبي قدم مثلي مثل كل البشر
حققت أمل وما للكسل عندي محل
بتفاؤلي ودعت كل الهموم
وأخر قدم ما أقوى على نطق الكلام
ودا يقول وما طاوع لسانه يقول بايده كتم
حلمي مع أسراري كبر لساني كلم
أنا مثل كل البشر يأتي أمل
واللي تمنيته حصل
عقلي تزود بالعلوم وقلت اسمعوا
إنا لكم وأنتم لنا
أحزانكم أحزاننا
تفائلوا أمالكم آمالنا دوم
افرحوا أفراحكم أفراحنا
أخوة لنا وإنا لكم
كل الحواس عيشوا الأمل
واليأس خلوه مهزوم
وقد لاقت القصيدة تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المتابعون عن تقديرهم لهذه اللفتة الإنسانية التي مزجت بين الشعر والصوت والإشارة، لتُجسّد تكامل الحواس في رسالة واحدة: “الأمل أقوى من الإعاقة“.
يصور سعد الشليل، في قصيدته تجربة الكفيف والمعاق من زاوية شخصية تحمل عمق الألم والأمل في آن واحد. حيث يقول الشاعر أن الإعاقة ليست نهاية المطاف بل بداية لمعركة داخلية من الصبر والإصرار. هذه الرؤية تتجاوز الأسى، فهي نداء للتفاؤل والنضال.
استخدم الشاعر لغة سلسلة تمزج بين البساطة والعمق، مما يجعل النص قريبًا من الجمهور ويخدم مهمة القصيدة في التوعية والتواصل. العبارة “أنا مثل كل البشر، يأتي أمل واللي تمنيته حصل” تلخص روح القصيدة؛ تأكيد على المساواة الإنسانية رغم الاختلافات الجسدية.
ويعد التنسيق مع الأداء الصوتي للأستاذ محمد بن وحيش، أحد ذوي الإعاقة البصرية، وترجمة النص إلى لغة الإشارة على يد المترجم محمد الذويب. هذا التعدد الحسي في عرض القصيدة، الصوتي والمرئي، يشكل جسرًا شاملًا بين ذوي الإعاقة والمجتمع، ويعزز فكرة الدمج والتواصل ويضيف للنص قوة وقيمة.
إلى جانب ذلك، تساهم القصيدة في تفكيك الصور النمطية التي غالبًا ما تروج للضعف أو العجز، لتبرز بدلاً من ذلك الإرادة والعزيمة. فالشاعر لا يطلب العطف بل يدعو إلى الاعتراف بحقوق ذوي الإعاقة في الأمل والنجاح والفرح، معتبرًا أن الإعاقة ليست محنة بحد ذاتها، بل التحدي الحقيقي يكمن في مواجهة اليأس.
تكتسب مثل هذه النصوص الفنية أهمية مزدوجة، إذ تحمل رسائل ثقافية واجتماعية تؤثر في تغيير الوعي الجمعي، وترسخ مفهوم الدمج الإنساني خاصة في ظل الاهتمام المتزايد بحقوق الأشخاص من ذوي الهمم في المجتمعات العربية،