المتحف المصري الكبير يستقبل وفداً من ذوي الإعاقة في جولة ثقافية

المتحف المصري الكبير يستقبل وفداً من ذوي الإعاقة في جولة ثقافية

المحرر: عبد الصبور بدر - مصر

نظّم المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة بمصر زيارة خاصة ضمّت أربعين مشاركاً من ذوي الإعاقات السمعية والبصرية والذهنية والحركية. وذلك بمرافقة عدد من أسرهم. تهدف هذه الزيارة إلى تعزيز وعيهم بالحضارة المصرية القديمة. كما تُمكّنهم من التعرّف عن قرب على تاريخ بلدهم العريق.

تأتي المبادرة ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة. كذلك تأتي ضمن البرنامج الثقافي الذي يقدمه المجلس لتشجيع دمج  ذوي الإعاقة في المتحف المصري وفي مختلف المواقع التاريخية والحضارية.

تجربة حماسية تتيح التفاعل المباشر مع تاريخ مصر

وعند وصول المجموعة إلى المتحف المصري الكبير، التقى الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بالوفد الزائر. حيث كان الدكتور الأزهري يرافق مجموعة من ضيوف مصر المشاركين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم.

د. إيمان كريم في المتحف المصري مع ذوي الإعاقة
د. إيمان كريم في المتحف المصري مع ذوي الإعاقة

تبادل الجميع الأحاديث الودية حول أهمية هذه الزيارة. كما التُقطت الصور التذكارية التي عبّرت عن روح الاندماج والاحتفاء. انتقل الحديث بعد ذلك إلى انطباعات المشاركين من ذوي الإعاقة عن المتحف وما يحتويه من مقتنيات فرعونية فريدة. وقد أظهروا حماساً كبيراً للتجربة الجديدة التي أتاحت لهم التفاعل المباشر مع تاريخ مصر.

وخلال الجولة داخل قاعات العرض، وقف الأطفال والشباب أمام التماثيل والمومياوات والقطع الأثرية النادرة. شعروا بالانبهار بما شاهدوه. ساعدتهم الإتاحة المعلوماتية الموجودة على اللوحات الإرشادية في فهم التفاصيل التاريخية. كما سهلت الإتاحة المكانية حركة انتقالهم بين صالات العرض. وهنا برز الدور المهم الذي يلعبه المتحف في دمج ذوي الإعاقة في المتحف المصري عبر تجهيزات تراعي احتياجاتهم وتمنحهم تجربة تعليمية كاملة.

وتعرّف الزائرون إلى أحدث أساليب العرض المتحفي. استمعوا إلى شروح مبسّطة تتناسب مع اختلاف قدراتهم. اعتمد الشرح على لغة الإشارة لبعضهم وعلى وسائل تفسيرية متعددة للآخرين. تنقلوا بين القاعات التي تضم آثاراً توثق قوة الدولة المصرية القديمة. وتفاعلوا مع ما شاهدوه بطريقة عززت علاقتهم بتاريخ بلادهم. وهكذا تحقق الهدف التوعوي والثقافي من الزيارة.

تمكين ذوي الإعاقة في المتحف المصري

وأكدت الدكتورة إيمان كريم أن هذه الأنشطة ليست مجرد جولات ترفيهية. بل هي خطوات جادة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة في الحياة الثقافية. أوضحت كذلك أن تنظيم زيارة ذوي الإعاقة في المتحف المصري جاء نتيجة تعاون مثمر بين إدارة المتحف وعدد من جمعيات المجتمع المدني. وقد حرص الجميع على توفير تجربة نوعية تمنح الشعور بالاندماج الكامل.

وزير الأوقاف بصحبة ذوي الإعاقة في المتحف المصري
وزير الأوقاف بصحبة ذوي الإعاقة في المتحف المصري

وفي ختام الزيارة، عبّر المشاركون عن سعادتهم بهذه التجربة الثرية. شعروا بأن وجود *ذوي الإعاقة في المتحف المصري* هو خطوة مهمة نحو تعزيز حضورهم في الفضاءات الثقافية والعامة. كما عبّروا عن رغبتهم في المشاركة في فعاليات مماثلة تُعمّق ارتباطهم بالحضارة المصرية. وبذلك اكتملت فعالية ناجحة حملت رسالة دمج حقيقية، ورسّخت مفهوم أن الثقافة حق للجميع دون استثناء.

المقالة السابقة
«الأعلى للإعاقة» يعلن اعتماد توقيع المكفوفين في بنوك الأردن
المقالة التالية
اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. لا كرامة كاملة بدون دمج ذوي الإعاقة