Skip to content

شركة أمريكية تنتج سلسلة أفلام سينمائية لمؤلفين وكتاب من ذوي الإعاقة

شركة أمريكية تنتج سلسلة أفلام سينمائية لمؤلفين وكتاب من ذوي الإعاقة

الولايات المتحدة – جسور- فاطمة الزهراء بدوي 

أطلقت “مؤسسة إينيفيتابل” Inevitable الأمريكية، أول شركة إنتاج من نوعها، في هوليوود تحت اسم “Inevitable Studios”، متخصصة في تطوير وتسويق أعمال سينمائية وتلفزيونية، تُروى من منظور صناع محتوى ينتمون إلى مجتمع ذوي الإعاقة، تنطلق هذه الخطوة بدعم مالي كبير، مخصص لتطوير مشاريع تضع الإعاقة في صميم الحكي، بعيدًا عن الطرح السطحي أو الاستغلال الرمزي.

يقود المشروع المؤسسان ريتشي سيغل وماريسا توريلي-بيديفسكا، وهما من أبرز الداعمين لقضايا الإعاقة داخل صناعة الترفيه. يصف سيغل رؤية الشركة بأنها تُركز على إنتاج أعمال تجارية الطابع في جميع الأنواع، بشرط أن تكون الإعاقة جزءًا لا يتجزأ من بناء القصة، لا مجرد عنصر إضافي لإرضاء أجندة التنوع. ويضرب مثالًا بفيلم A Quiet Place، مشيرًا إلى أن غياب لغة الإشارة والصمم من العمل كان كفيلًا بتفكيك بنيته الأساسية.

تعاني صناعة السينما من نقص حاد في القصص، التي تُجسد الإعاقة بوصفها بُعدًا إنسانيًا مركزيًا، وهو ما ينعكس في محدودية النماذج المطروحة. رغم النجاح الجماهيري لفيلم مثل A Quiet Place وتحقيقه أكثر من 900 مليون دولار عالميًا، تبقى النماذج المماثلة نادرة. يشيد سيغل بمسلسلَي Ramy وMo اللذين يتناولان قضايا التنوع من الداخل، إلا أنه يعتبر أن النسبة لا تزال ضئيلة مقارنة بحجم الجمهور الذي تمثّله قضايا الإعاقة.

تشير المؤسسة إلى أن مجتمع ذوي الإعاقة في الولايات المتحدة يتجاوز 70 مليون شخص، ما يعادل 20 مليون أسرة، ويشمل ذوي الإعاقات الجسدية، والأمراض المزمنة، والتنوع العصبي، والحالات النفسية، بالإضافة إلى أسرهم ومقدمي الرعاية لهم. هذا الجمهور الكبير، وفقًا للمؤسسين، لا يحظى بالتمثيل الكافي في المشهد الترفيهي، ما يفتح الباب أمام فرص هائلة لسرد قصص جديدة تلامس حياة حقيقية.

يبدأ الاستثمار في المشاريع من المراحل المبكرة، حيث تُمنح الأولوية لتطوير الفكرة والسيناريو، قبل السعي للحصول على تمويل للتصوير أو شراكات التوزيع. هذا التمهل الاستراتيجي، يهدف إلى ضمان أصالة القصة والحفاظ على جوهرها، من التغيير تحت ضغط السوق، وتؤكد المؤسسة أن المرحلة الأولى من التطوير تُعد الأهم، لما تحمله من فرصة لبناء أسس قوية تسمح بالانطلاق لاحقًا نحو إنتاجات ذات طابع تجاري وجماهيري.

من بين الأسماء الداعمة للمشروع يظهر كلارنس هاموند، أحد التنفيذيين السابقين في “باراماونت” و”أوفربروك”، والذي يعمل مستشارًا أولًا لإينيفيتابل ستوديوز. ستُسهم خبراته في صياغة إستراتيجية إنتاج قوية تستند إلى الفهم العميق لاحتياجات جمهور الإعاقة.

الشركة الجديدة لا تقتصر على السينما؛ حيث تمتد إلى التلفزيون والبث الرقمي، مع تركيز ملحوظ على الوصول إلى صالات العرض، وهو ما يعكس رغبة في إعادة الاعتبار للحضور الجماهيري في قصص غالبًا ما يتم عزلها في قنوات متخصصة أو محتوى توعوي محدود الأثر.

رغم التحديات التي تواجه صناعة الترفيه حاليًا، من تراجع مبيعات التذاكر إلى تشتت انتباه الجمهور، ترى المؤسسة في جمهور الإعاقة فرصة حقيقية لم تُستثمر بعد. تعتقد أن تقديم أعمال تعكس تجارب هذا المجتمع يمكن أن يكون جزءًا من حل أكبر يعيد الحيوية إلى الصناعة، ويحقق في الوقت نفسه تمثيلًا أكثر عدلًا وشمولًا.

بهذا المشروع، تؤكد مؤسسة إينيفيتابل أن التغيير في هوليوود لا يتطلب فقط زيادة عدد الشخصيات من ذوي الإعاقة على الشاشة؛ ولكن يستدعي تغييرًا في من يكتب القصة، ومن يرويها، ومن يقرر طريقة إنتاجها.

المقالة السابقة
حملة “15 مليون معاق” بمصر ترفض تعديل قانون الإيجار القديم.. يهدد ذوي الإعاقة
المقالة التالية
حكاية شاب صعيدي فقد ذراعه وكف يده فأصبح بطلاً في رياضة العدو