غزة – جسور – سماح ممدوح حسن
عرضت قناة الجزيرة مباشر، في تقرير ميداني من منطقة المواصي غرب خان يونس، مشاهد مؤلمة لمعاناة عائلات ذوي الإعاقة، ممن أجبرتهم الحرب والحصار على العيش في ظروف إنسانية قاسية، داخل خيام النزوح.
وسط حرارة خانقة وقصف متكرر، يعيش الحاج أبو هدف، أحد كبار السن من ذوي الإعاقة، في خيمة ممزقة لا تقي من الحر ولا من الشظايا. يجلس على كرسي متحرك متهالك بجوار عكازاته، يتنفس بصعوبة ويقول: “نار جوه الخيمة، مش عارفين نقعد فيها، بعيدين عن المستشفيات والدواء، ولا أستطيع الذهاب بنفسي ولا نوجد مواصلات”
الحاج، الذي تعرض للنزوح ثلاث مرات من خان يونس إلى المدارس، ومنها إلى دير البلح، ثم إلى المواصي، يروي معاناته اليومية قائلاً: “الكرسي خرب من كتر الحركة… مش قادر أمشي… ولا حتى أتحرك… بنقعد جوه نار… والخيمة ممزعة من شظايا القصف”.
ورغم قسوة الأوضاع، يؤكد الرجل أن الأمن مفقود تمامًا، سواء داخل الخيام أو خارجها”ما في أمان لا هون ولا برا… كل غزة ما فيها أمان… كله متعرض للقصف”.
ولم تقتصر المعاناة على الحاج وحده، بل تمتد إلى طفل صغير يعاني من شلل دماغي، تبنته عائلة أبو هدف منذ طفولته. تروي إحدى السيدات من العائلة قصة الطفل قائلة: “من هو صغير، عرفنا أنه عنده شلل دماغي… أمه قالت ما بتقدر تتصرف معاه فقلنا إحنا بدنا إياه أنا وأخواتي الأربع ربيناه ورفضنا الزواج عشان نرعاه”.
تعيش العائلة ظروفًا صحية قاسية، حيث لا تتوفر مستشفيات أو نقطة طبية قريبة، ولا حتى أدوات النظافة أو الطعام المناسب لحالة الطفل: “ما في حمام… بنقعده على كرسي مخروق فوق جردل… نفس المكان بينام فيه… مفيش حفاظات… ولا أكل خاص… الولد جعان وبيطلب أكل مش قادرين نجيبه”.
ومع انقطاع المساعدات وإغلاق المعابر وتوقف عمل المؤسسات الإنسانية بسبب الحرب، لم يبقَ أمام هذه الأسر إلا الصمود وسط المعاناة، والدعاء بأن تنتهي الأزمة: “رسالتنا… الله يفك علينا… ويبعث أولاد الحلال… يشوفوا شو صار فينا”.
تؤكد التقارير الإخبارية أن هذه الحالات ليست الوحيدة، بل تمثل جزءًا صغيرًا جدا من حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة من ذوي الإعاقة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية.