رفضت ناشطة بارزة في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في اسكتلندا. قبول وسام الإمبراطورية البريطانية. مؤكدة أن الحكومة البريطانية تسهم في تأجيج الكراهية. وإلقاء اللوم و«شيطنة ذوي الإعاقة». حسب وصفها.
وشددت على أن قبول تكريم رسمي في ظل هذا المناخ. لا يتسق مع مبادئ الدفاع عن حقوقهم. ولا مع واقع السياسات التي تمس حياتهم اليومية.
رسالة رفض غير مسبوقة ردًا على شيطنة ذوي الإعاقة
في هذا السياق، قالت تريسا بيرك، الرئيسة التنفيذية لتحالف ذوي الإعاقة في غلاسكو، إنها رفضت التكريم الذي أوصى به رئيس الوزراء. نتيجة خدماتها للمجتمع. كما أوضحت في رسالتها إلى مكتب مجلس الوزراء. أنها لا تستطيع قبول تكريم شخصي «في وقت يُهان فيه الأشخاص ذوو الإعاقة».
ثم أضافت في رسالتها أن الأشخاص ذوي الإعاقة «يجرّمون ويجردون من إنسانيتهم ويستخدمون كبش فداء نتيجة خيارات سياسية وإخفاقات حكومية متعاقبة». وبعبارة أخرى، ترى بيرك أن المشكلة لا تتعلق بالتكريم ذاته. بقدر ما تتعلق بالسياق السياسي والاجتماعي العام. الذي يتعرض فيه ذوو الإعاقة لتهميش متزايد. وفي ظل ممارسات لا تتوقف عن شيطنة ذوي الإعاقة.

إلى ذلك، تابعت بيرك قائلة إن خطاب الترشيح وصلها في اليوم نفسه الذي أُعلنت فيه الموازنة البريطانية. والتي – بحسب قولها – شددت إجراءات تقييم إعانات الاستقلال الشخصي. وجمدت أو خفضت الزيادات الصحية ضمن الائتمان الشامل. وقلصت بدلات برنامج السيارات. ومن ثم ربطت بيرك بين السياسات التقشفية. وتأثيرها المباشر على جودة حياتهم، وكذلك شيطنة ذوي الإعاقة.
وأشارت إلى أن الموازنة كان يمكن أن تكون «رسالة واضحة حول قيمة الأشخاص ذوي الإعاقة. لا حول تكلفة إعاقتهم»، غير أن ما حدث – على حد وصفها – «زاد من عدم المساواة والظلم». وهكذا، اعتبرت أن تلك القرارات لم تكتفِ بعدم دعمهم، بل أسهمت عمليًا في تكريس صور نمطية سلبية ضدهم.
تأجيج للكراهية والمعلومات المضللة عن ذوي الإعاقة
علاوة على ذلك، أكدت بيرك أن الإجراءات الحكومية الراهنة «تغذي الكراهية وتضخ المعلومات المضللة وتؤدي إلى شيطنة ذوي الإعاقة»، وتؤدي إلى تحميل ذوي الإعاقة مسؤولية أزمات اقتصادية لا صلة لهم بها. في المقابل، شددت على أن المشكلة الأساسية، حسب رأيها، تكمن في «إصلاح منظومة الضرائب، وخاصة مساهمة الأكثر ثراءً، لضمان بقاء دولة الرفاه قائمة وقادرة على دعم الفئات الأضعف».
وبالتالي، ترى بيرك أن تغيير الخطاب العام حول الإعاقة ينبغي أن يقترن بإصلاح اقتصادي حقيقي، لا بمجرد إطلاق وعود أو منح أوسمة شرفية لا تغيّر شيئًا من الواقع المعيشي.
وفي السياق نفسه، انتقلت بيرك لتوجيه نقد حاد لما وصفته بـ«الإطار السلبي» الذي تنتهجه الحكومة في تناول قضايا الإعاقة، وذلك بالتزامن مع تزايد هجمات اليمين المتطرف والتشكيك في استحقاق الأشخاص ذوي الإعاقة للدعم الاجتماعي، وما يصاحب ذلك من موجة واسعة من المعلومات المضللة. كما حذرت من أن هذا المناخ الخطِر يمكن أن يفضي إلى تصاعد جرائم الكراهية وإلى مزيد من العزلة الاجتماعية لذوي الإعاقة.
اسكتلندا تؤدي أفضل من الحكومة البريطانية
ومن جهة أخرى، أوضحت بيرك أنه – بالمقارنة – «تؤدي اسكتلندا أداءً أفضل من الحكومة البريطانية»، ومع ذلك شددت على أن الأهم هو متابعة كيفية تنفيذ خطة المساواة الجديدة الخاصة بذوي الإعاقة.
كذلك، لفتت إلى ضرورة مراقبة الوعود الانتخابية المرتقبة قبل انتخابات البرلمان الاسكتلندي في مايو المقبل، مؤكدة أن الحكم الحقيقي يكون من خلال التطبيق العملي لا الشعارات.
لاحقًا، قالت بيرك، التي ستُكمل عامها العشرين في قيادة التحالف خلال مايو المقبل. إنها ترفض «تفريد» إنجازات منظمة بُني نجاحها على عمل جماعي.
وأكدت أن المنظمة ترتكز على دعامتين أساسيتين: أولاهما دعم الأفراد وتقليل عزلتهم الاجتماعية، وثانيهما بناء الثقة والصوت الجماعي للتأثير في السياسات والخدمات. وبذلك، شددت على أن التكريم – إن وُجد – ينبغي أن يُنظر إليه باعتباره ثمرة جهد جماعي لا إنجازًا شخصيًا.
مجتمع يشعر فيه آلاف البشر بالانتماء
وأخيرًا، اختتمت بيرك تصريحها بالتأكيد على أن فخرها الحقيقي يتمثل في «قوة الناس» داخل تحالف غلاسكو، مجلس الإدارة والموظفون والأعضاء، مشيرة إلى الروابط الإنسانية التي نشأت بين الأعضاء من دعم متبادل وصداقات وزيجات. وبهذا المعنى، رأت أن التحالف لم يعد مجرد منظمة. بل أصبح مجتمعًا يشعر فيه الآلاف بـ«الانتماء والأسرة»، وهو -من وجهة نظرها – أعظم من أي وسام رسمي.


.png)


















































