Skip to content

صابرين مذيعة “كفيفة”.. زوجي وطفلتي هدية الله و”نور البصيرة” حلم تحقق

صابرين مذيعة “كفيفة”.. زوجي وطفلتي هدية الله و”نور البصيرة” حلم تحقق

المحرر: سحر شيبة - مصر

كُتب عليها أن تعيش تجربة صعبة، كان العالم يتلاشى تدريجيًا أمام عينيها، لتبدأ حياة جديدة يخيم وسط ظلام لا ينتهي، لكنها لم تكن ترى الدنيا بعينيها فقط، بل ببصيرةٍ أودعها الله في قلبها.

صابرين جميل فتاة مصرية أصيبت بجلكوما خلقية وهي في عمر الزهور، وبعد رحلة علاج لم توفق في اختيار طبيبها، الذي تسبب في اصابتها بضمور العين اليمنى، وبعد محاولات مؤلمة لإنقاذ العين اليسرى، أغلقت الحياة أمامها كل فرص رؤية نور الدنيا نهائيًا، فقدت صابرين بصرها بالكامل، أصبحت الآن كفيفة.

تكريم المذيعة صابرين جميل

كان والد صابرين هو درعها في رحلتها الجديدة، كان يحمل في قلبه أحلامًا كبيرة لابنته، يراها تذبل أمامه، ورغم الحزن العميق، لم يسمح لليأس أن يقترب منها، ونظرًا لعدم وجود مراكز متخصصة في بلدتها الصغيرة لتأهيل فاقدي البصر، حملها بقلبه وسافر إلى القاهرة، لتبدأ رحلتها في تعلم طريقة “برايل” والتأهيل لحياة جديدة لا تري فيها النور.

لكم يمهل القدر صابرين فرصة لتأنس بوالدها في وحدتها، رحل الأب في أكثر الأوقات احتياجًا له، وسرعان ما لحقت به الأم، تصف صابرين وجعها قائلة :”كان المصاب لا يقلّ ألمًا عن فقداني للبصر عشت في وجع لا أستطيع وصفه، لا أعرف كيف أواجه هذا العالم المظلم بمفردي ، لكن الشيء الوحيد الذي  تيقنت منه أن الله لن يتركني، وأن هناك شيئًا جميلاً ينتظرني،  ربما أجمل مما حلمت به”.

مكملة حديثها :”وبالفعل تحقق يقيني وتجسد الجمال علي هيئة إنسان، يسمي “شريف” دخل هذا الملاك حياتي كعوض إلهي عن كل ماقاسيت منه، آمن بي كإيمان والدي ، واحتواني كإحتواء أمي، وصار رفيقا يشبه إخوتي في الحنان والمعرفة، تزوجنا وفتحت الحياة ذراعيها لي من جديد، كان شريف ينتظرني أن أحلم ليحقق معي الحلم ، وكنت أري أحلامي تتحقق بعينيه، وإكتمالا لعوض الله وفضله جاءت طفلتي التي منحتني حياة جديدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، صرت أرى الدنيا بعيونها، ألمس الأشياء بيدها، وأخوض الحياة بخطواتها.

وتستطرد صابرين: بعد سنوات طويلة من العمل والتطوع والتأهيل لخدمة المكفوفين ،كان بداخلي رغبة ملحة في مساعدة من عاش معاناتي، كنت أحلم بتأسيس مكان يحتوي من خاضوا هذه التجربة الشاقة، يمنحهم الدعم والفرص، يرشدهم للطريق، ويبعث في نفوسهم الأمل، فصرت أسعي بكل ما أتيت من قوة لتحقيق هذا الحلم وفي ظهري شريف لا يكف عن الدعم والمساندة، وجاء تحقيق الحلم الذي طال انتظاره ، أسست جمعية “نور البصيرة” لخدمة المكفوفين، لتكون منارة حقيقية في دروب العتمة.

تحكى صابرين وعلى وجهها ابتسامة طفلة: ثم منحني الله خطوة جديدة للنجاح حين طُلب مني تقديم برنامج خاص بذوي الإعاقة علي إحدي القنوات الفضائية المصرية شعرت حينها أنه وهبني منبرًا جديدًا لأكون صوتًا لكل من أحاطه اليأس، وصارت رسالتي دوما لكل من فقد بصره :” إن في قلب المحنة، هناك دومًا منحة لن تجدها إلا إذا تمسكت بعزيمتك، وآمنت بأن النور لا يغيب أبدًا عن قلب يؤمن بالله.

المقالة السابقة
مرشدون سياحيون للصم في أيرلندا الشمالية.. خطوة نحو سياحة دامجة
المقالة التالية
عاهد فراونة أمين سر نقابة الصحفيين الفلسطينيين يكتب: معاناة المعاقين في القطاع