صحافة للجميع.. اليونسكو تطلق مبادرة لإشراك ذوي الإعاقة بصناعة الأخبار

صحافة للجميع.. اليونسكو تطلق مبادرة لإشراك ذوي الإعاقة بصناعة الأخبار

المحرر: سماح ممدوح حسن- بنجلادش

أطلقت منظمة اليونسكو مبادرة بعنوان “العدالة فى التمثيل الإعلامي لذوي الإعاقة” في العاصمة البنجالية داكا، بالتعاون مع مؤسسة SoMaSHTe. تهدف المبادرة  إلى تعزيز حضور وتمثيل الأشخاص ذوي الإعاقة في وسائل الإعلام، ليس فقط كموضوعات للتناول، بل كصانعي محتوى وشركاء في صياغة الخطاب العام.

ورغم أن الأشخاص ذوي الإعاقات يُعدّون أكبر مجموعة أقلية في العالم، فإن حضورهم في غرف الأخبار لا يزال هامشيًا، وتمثيلهم في المحتوى غالبًا ما يفتقر إلى الدقة والاحترام، لذا سعت اليونسكو لسدّ هذه الفجوة من خلال تطوير دليل عملي لمراعاة الإعاقة في الإعلام، يقدّم إرشادات للمؤسسات الإعلامية حول التوظيف الشامل واستخدام لغة محترمة وإنتاج محتوى متاح وسهل الوصول.

ضمن هذا الإطار خطت صحيفة داكا تريبيون خطوة غير مسبوقة بتوظيف شخصين من ذوي الإعاقة في مناصب تحريرية:

  • كووشيك أحمد ساجيب، شاب كفيف يعمل كمتدرب صحفي
  • وكابيري سلطانة، متدربة في قسم التحرير تعاني من الشلل الدماغي.

يعمل كل منهما بدعم تقني مخصص وإشراف مهني ممنهج، ما مكنهما من المساهمة الفعلية في إنتاج وتحرير القصص الإخبارية مع ضمان أن تكون هذه القصص أكثر شمولًا واحترامًا للتنوع.

وتشير هذه التجربة إلى انتقال حقيقي من مجرد “إبراز رمزي” لذوي الإعاقة إلى تمكينهم فعليًا ضمن البنية التحريرية للمؤسسات الإعلامية. كما تعكس التزامًا واضحًا بتحقيق الهدف السادس عشر من أهداف التنمية المستدامة، والذي يدعو إلى بناء مجتمعات ومؤسسات شاملة وعادلة.

يروي كووشيك ساجيب تجربته قائلًا:”كنت أعتقد أن الصحافة ليست مهنة لأمثالي. أما الآن فأشعر أنني جزء من الفريق. هذا القبول يصنع فرقًا حقيقيًا. أريد أن تساعد تقاريري الناس”.

من جهتها، تقول كابيري سلطانة: “كجزء من فريق التحرير أستطيع أن أضمن أن اللغة المستخدمة تحترم الجميع. عدسة الصحفي العادي تختلف عن نظرة شخص يعيش الإعاقة. وأنا قادرة على سد هذه الفجوة.”

تأثير يتجاوز التوظيف

ما يميّز هذه المبادرة أنها لا تكتفي بإتاحة فرصة العمل للأشخاص ذوي الإعاقة بل تُعيد تشكيل طريقة سرد القصص الإعلامية من خلال دمج وجهات نظر مختلفة تُثري المحتوى وتجعله أكثر تمثيلًا للمجتمع بكافة أطيافه.

كما أنها تُعد نموذجًا يُحتذى به في دول الجنوب العالمي، حيث لا يزال الدمج الإعلامي لذوي الإعاقة في بداياته سواء على مستوى السياسات التحريرية أو البنية التحتية التقنية.

تؤكد اليونسكو أن هذه المبادرة جزء من جهودها المستمرة لدعم التعددية في الإعلام وضمان التمثيل العادل وتعزيز أدوات التواصل الشامل، فهي لا تسعى فقط إلى توسيع نطاق الوصول إلى المعلومات، بل إلى تمكين الفئات غير الممثلة من المساهمة في تشكيل الخطاب العام وتوجيهه.

من خلال أصوات مثل كووشيك وكابيري، تُثبت هذه المبادرة أن الصحافة يمكن أن تكون مساحة للجميع وأن الدمج ليس ترفًا ولا مجاملة، بل ضرورة مهنية وإنسانية.

المقالة السابقة
حديقة حيوانات هيوستن تستقبل 900  رياضيا من ذوي الإعاقات الذهنية 
المقالة التالية
“وتين”.. طفلة رضيعة تقاوم الموت بجسد هزيل في غزة