تحولت رحلة قصيرة بالمترو في لندن إلى ساعة كاملة من العذاب، بسبب مصعد معطّل، صديقتي التي تستخدم الكرسي المتحرك خرجت من التجربة باكية ولم تعد إلى المترو بعدها، هذه ليست حالة فردية بل انعكاس لواقع يقول بوضوح الوصول ليس للجميع.
الناشطة البريطانية كارول فيكرز تلخص الأمر بـ”العالم ببساطة ليس مهيأً لنا” فمن عجزها عن ركوب وسائل النقل بدراجتها الكهربائية إلى غياب مترجمي الإشارة للمصابين بالصمم ونقص لغة بريل للمكفوفين، تتضح الفجوات في البنية التحتية والخدمات العامة.
الأمر لا يقتصر على قلة الوعي، فأي شخص قد يصبح معاقاً فجأة، تجربة إصابتي وبتر ساقي بعد سقوط بسيط علمتني أن الإعاقة قد تكون على بعد خطوة، ومع ذلك، يظل المجتمع عاجزاً عن إدراك حجم التحديات اليومية.
الصور النمطية تضيف عبئاً آخر، أسئلة متطفلة من الغرباء وافتراضات خاطئة، أو حتى اتهامات بتزييف الإعاقة، وحتى إن أبحاث جمعيةScope أظهرت أن 72% من ذوي الإعاقة يواجهون مواقف سلبية أو تمييزية.
تقول كارول الإعاقة أيضاً باهظة الكلفة، فالأسر تحتاج إلى نحو 1095 جنيه إسترليني إضافية شهرياً لتغطية الأساسيات، رغم دعم الحكومة عبر بدل الإعاقة الشخصية PIP، إلا أن معظم المبالغ تُنفق على الضروريات، ومع تهديدات خفض الإعانات يشعر كثيرون بأن استقلاليتهم وحياتهم مهددة.
في سوق العمل الفجوة صارخة81.6% من غير المعاقين يعملون، مقابل 53.1% فقط من المعاقين، العوائق لا تقتصر على الحالة الصحية بل تشمل بيئة عمل غير مهيأة وصور نمطية لدى أصحاب العمل رغم الجهود لتحسين الإدماج.
وتؤكد الناشطة كارول فيكرز أن النقل والسفر يمثلان تحدياً مستمراً، استخدام المواصلات العامة أقل بـ 38% لدى ذوي الإعاقة. أما الطيران فكثيراً ما يتحول إلى مأساة بسبب الإهمال أو تلف الكراسي أو غياب تجهيزات أساسية.
ومع ذلك يمكن للجميع أن يكونوا جزءاً من الحل، من أبسط الأفعال، كإفساح مقعد أو التبليغ عن مصعد معطّل، إلى المشاركة في الحملات أو الضغط السياسي، فأن تكون حليفاً لا يتطلب أن تكون معاقاً بل أن تكون مستعداً للتعلّم والفعل.
الإعاقة ليست استثناءً، قد تصيب أي شخص في أي وقت، وما لم يعترف المجتمع بهذا سيظل “العالم ببساطة غير مهيأ لنا”.