لم تكن كيري إيفانز من مشجعات كرة القدم من قبل، لكن حياتها انقلبت رأسًا على عقب عندما تعرضت لنزيف تحت العنكبوتية كاد أن يقتلها في سن الثلاثين، مما أدى إلى إصابتها بالشلل في جانب واحد منها.
قيل لها إنها لن تمشي مرة أخرى، واضطر زوجها إلى الاستقالة من عمله لرعايتها بدوام كامل، واعترفت كيري بأنها وعائلها «حزنوا» على حياتها السابقة خلال السنة الأولى، وكانت تتهرب من الخروج أو مقابلة معارفها، وفق تقرير لـ«بي بي سي»
مسار حياتها تغير عندما دخلت عالم كرة القدم من باب الصدفة، بفضل زوجها الذي يدير محطة إذاعية تابعة لنادي ريكسهام لكرة القدم، ومن خلال مرافقته في الملعب، بدأت تنجذب أكثر فأكثر إلى عالم النادي وتشجيع لاعبيها. تقول كيري: «لو أخبرني أحدهم بأنني سأقوم بهذا العمل يوماً ما، لما صدقته أبداً».
لم تكتف كيري بأن أصبحت مشجعة متحمسة، بل قدمت اقتراحًا إلى إدارة النادي لتعيين مسؤول اتصال لذوي الإعاقة، مستلهمة الفكرة من دعم شاهدته في مباراة خارجية، ليتحول الاقتراح إلى حقيقة، وأصبحت كيري أول ضابط اتصال لذوي الإعاقة في تاريخ النادي.
على مدى عشر سنوات، طورت كيري إجراءات عديدة لتحسين إمكانية الوصول والشمول في المباريات، سواء على أرضية الفريق أو خارجها، ومن بين إنجازاتها إدخال الكراسي المتحركة إلى عالم كرة القدم ، وتسهيل الوصول للكراسي المتحركة أثناء السفر، وإنشاء منطقة هادئة صديقة للمصابين بالتوحد داخل الملعب، والتي قالت إنها «غيرت حياة الناس إلى ما هو أبعد من المعتقدات».
عندما استحوذ النجمان ريان رينولدز وروب ماكيليني على النادي، كان من أولوياتهما تعيين كيري موظفة بدوام كامل مع راتب، بعد سنوات من عملها التطوعي، وصفت كيري اتصال ماكيليني بها من كاليفورنيا بأنه طمأنها وأظهر اهتمامًا حقيقيًا بعملها، وحرصهما على إشراكها في رحلتهما مع النادي.
اليوم، أصبحت كيري وجهاً مألوفاً في مسلسل Netflix، وتتوقف للتصوير مع المشجعين في الشوارع. على الرغم من التحديات الجسدية التي تواجهها، بما في ذلك الشلل الدماغي، فإنها تعتبر دورها “نداءً” وليس مجرد وظيفة، وهي ملتزمة بمواصلة عملها لجعل النادي أكثر شمولاً للجميع.
وتختتم كيري قصتها بالقول إن كرة القدم ساعدتها في العثور على نفسها مرة أخرى، وهو ما جسده كتاب مذكراتها الذي حمل عنوان «أقوى مما تعتقد». وتصف كونها جزءًا من رحلة نادي ريكسهام الحالية بأنه “خارج النطاق” و”مثير للغاية”، مؤكدة أن الرحلة لم تنته بعد، ولا يزال هناك المزيد لتحقيقه.