الإمارات – جسور – فاطمة الزهراء بدوي
ألقى الطالب الإماراتي مايد سلطان الطنيجي، المولود بإعاقة حركية، خطاب تخرجه في مدرسة شمل الثانوية، بإمارة رأس الخيمة، وسط تصفيق الحضور وتأثرهم، وُلد بحالة تتطلب علاجًا طبيعيًّا مستمرًّا، استخدام معدات طبية خاصة، وتحفيزًا دائمًا للدورة الدموية بسبب محدودية الحركة.
أوضح والده، سلطان الطنيجي، أن ابنه خضع لسنوات من الرعاية المنزلية الدقيقة، بالتعاون مع أطباء وأخصائيين، بهدف تقوية عضلاته وتحسين قدرته على الجلوس والحركة الجزئية. تضمن البرنامج العلاجي زيارات طبية أسبوعية، وأجهزة دعم لتثبيت وضعية الجلوس وتسهيل التنقل داخل المنزل والمدرسة.
مايد، الذي خضع أيضًا لجراحة دقيقة في العمود الفقري، تابع تعليمه رغم التحديات الصحية، دون انقطاع، وحرص على تحقيق إنجاز أكاديمي كامل. إدارة المدرسة وفّرت له برنامج حضور مرنًا، يسمح بالخروج المبكر أو الدخول المتأخر، حسب حالته البدنية بعد الجلسات العلاجية أو العمليات الجراحية.
وقبيل حفل التخرج، أخبر عائلته بنيّته إلقاء كلمة أمام زملائه ومعلميه، في خطوة عبّر والده عنها بوصفها “علامة على النضج والثقة في النفس”. وقف مايد على المنصة، قائلاً: “هذا اليوم جاء بعد تعب طويل، ودعم دائم من والديّ، الذين آمنوا بي حين شككت في قدرتي”.
تابع كلمته: “أنا طالب من أصحاب العزيمة، جسدي قد لا يساعدني دائمًا، لكن إرادتي أقوى من الإعاقة.. الطريق صعب، لكنه يستحق.. المحطة الأخيرة أجمل من كل لحظة ألم مررت بها”.
ووجه رسالة لزملائه: “لا تنظروا إلينا كحالات استثنائية، نحن مثلكم تمامًا، نحلم، ندرس، نطمح، ونسعى للنجاح.. وأقول لمن يواجه تحديات صحية مثلي، استمر، مهما تأخرت الخطى، الوصول ممكن”.
واجهت عائلته تحديًا مضاعفًا بعد تشخيص شقيقه الأصغر، عبد الله، بنفس الحالة. وقال والده: “نستعد لتخريج عبد الله خلال عامين، بنفس العزيمة التي رافقتنا مع مايد”. متابعا: “نكرّس وقتنا بالكامل لرعايتهما، الرعاية الطبية والنفسية والتعليمية، لضمان اندماجهما الكامل”.
يأمل سلطان في استمرار تعليم مايد في مرحلة جامعية مناسبة، سواء بالحضور الفعلي مع مرافق أو عبر التعلم عن بعد. مشيرًا إلى صعوبة تنقله بمفرده داخل الحرم الجامعي؛ لكنه أكد على وجود بدائل تقنية وتعليمية قيد الدراسة.
وأثنى سلطان على دعم الحكومة، وأن الخدمات الطبية والمجتمعية ساعدت في توفير حياة مستقرة. كما وجّه شكره لإدارة المدرسة والمعلمين الذين أظهروا مرونة وتفهمًا لوضع ابنه، دون أن يؤثر ذلك على مستواه الأكاديمي. الحدث مثّل لحظة فارقة في حياة مايد وأسرته. إذ لم يكن مجرد تخرج، ولكن تأكيد على أن الإرادة قادرة على تجاوز القيود البدنية، وأن الطالب الذي يحتاج دعمًا خاصًّا، يمكنه أن يحقق إنجازًا عامًا.