طفرة خادعة.. 20 فيلمًا أمريكيًا من الأعلى إيرادًا شارك بها ذوو إعاقة 

طفرة خادعة.. 20 فيلمًا أمريكيًا من الأعلى إيرادًا شارك بها ذوو إعاقة 

المحرر: وكالات - أمريكا

شهدت ستوديوهات مدينة السينما الأمريكية هوليوود في لوس أنجلوس، زيادة لافتة في عدد الشخصيات الرئيسية أو المشاركة في البطولات السينمائية من ذوي الإعاقة، في عام 2024، وذلك وفقًا لتقرير جديد صادر عن مبادرة أنينبيرج للاندماج وهي مؤسسة بحثية في كاليفورنيا، متخصصة في دراسة التنوع والشمول في صناعة الترفيه.

لكن خبراء يرون أن هذه الطفرة قد تكون مجرد حالة استثنائية وأن الطريق نحو تمثيل أكثر عدلًا لا يزال طويلًا.

التقرير أشار إلى أن 20 من بين أكثر 100 فيلم تحقيقًا للإيرادات في العام الماضي تضمّنت شخصيات رئيسية أو مشاركة في البطولة لديها إعاقة، وهو ارتفاع كبير مقارنة ب 2023، الذي سجل ثمانية أفلام فقط، وبالمقارنة مع 2015 الذي شهد عشرة أفلام مشابهة.

بوستر فيلم مدام ويب.. البطلة العمياء

ورغم هذا لم تتجاوز نسبة الشخصيات المتحدثة أو المسماة من ذوي الإعاقة 2.4٪ من إجمالي الشخصيات في الأفلام المئة الأعلى إيرادًا، وهي نفس النسبة المسجلة قبل عشر سنوات، أما بالنسبة لمؤلفة التقرير”ستايسي سميث” هذا مؤشر على أن الزيادة في أعداد الأبطال ذوي الإعاقة قد لا تعكس تحولًا استراتيجيًا حقيقيًا بل قرارات إنتاجية عشوائية.  ت

قول سميث “هذا التغيير لا يبدو مدفوعًا برغبة صادقة في الاندماج وإنما هو نتيجة قرارات غير منهجية” .

الكاتب والممثل الكندي شون توجود الذي يعاني الشلل الدماغي، وصف النتائج بأنها “محبطة” لكن غير مفاجئة، موضحًا أن الصناعة تميل إلى الاكتفاء بسرد بعض قصص الإعاقة بين الحين والآخر ثم التوقف عن ذلك لفترات طويلة، هم فقط يضعون علامة على خانة ويقولون لقد فعلنا ذلك لا داعي لأن نفكر فيه مرة أخرى لعشر سنوات، فبعض المنتجين يظنون أن توظيف ممثلين يحتاجون إلى تهيئة مواقع التصوير أكثر تكلفة وتعقيدًا.

ويرى توجود أن الصناعة تحتاج إلى شجاعة أكبر للمخاطرة بطرح هذه القصص، مستشهدًا بفيلمCODA الذي حصد جائزة أوسكار أفضل فيلم وأفضل سيناريو مقتبس عام 2022، إلى جانب فوز الممثل تروي كوتسور بجائزة أفضل ممثل مساعد، والجمهور مهتم بمشاهدة قصص ذوي الإعاقة وما نحتاجه فقط هو إفساح مساحة أكبر لها، حسب تعبيره.

بينما يرى المخرج جيم ليبريخت الشريك في فيلم Crip Camp المرشح للأوسكار، أن تكلفة الإتاحة مبررة بل وقد تعود بالنفع على جميع طاقم العمل، مثل منحدرات الكراسي المتحركة التي تسهّل أيضًا نقل المعدات.

The Brutalist زوجة البطل تستخدم كرسيًا متحركًا.

ليبريخت يرى أن التصور السائد بأن قصص الإعاقة لا تملك جمهورًا واسعًا يحد من إنتاج هذه الأعمال رغم توفر الموهبة والكفاءة، ومن بين الأمثلة التي ذكرها التقرير لأفلام 2024:
• Madame Web، حيث تكون البطلة عمياء لفترة من الأحداث.
• Furiosa A Mad Max Saga، بطلة بذراع اصطناعية.
• The Brutalist، زوجة البطل تستخدم كرسيًا متحركًا.

رغم ذلك ركّز التقرير على الشخصيات لا الممثلين، وهو ما تعتبره بيث هالر المديرة المشاركة لـ”التحالف العالمي للإعاقة في الإعلام والترفيه” نقصًا في التمثيل الحقيقي، إذ غالبًا ما يؤدي الأدوار ممثلون غير ذوي إعاقة.

وتشير أرييل سيمز رئيسة منظمة Disability Belongs، إلى أن أكثر من 95٪ من شخصيات الإعاقة في الأفلام والتلفزيون أداها ممثلون أصحاء، وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى أداء غير أصيل وتكريس للصور النمطية، مثل تصوير شخصيات التوحد كعباقرة منعزلين اجتماعيًا.

تقول سيمز: أفضل ما يمكن أن تفعله أي إنتاجات هو توظيف أشخاص ذوي إعاقة أمام الكاميرا وخلفها وفي جميع المستويات.

يذكر أن منظمة سيمز عملت مع إنتاجات بارزة مثل فيلم مارفل Eternals ومسلسل NBC New Amsterdam، لضمان تصوير أصيل لقصص الإعاقة وتجنب القوالب البالية.

بين أرقام واعدة على الورق ومخاوف من أن تكون مجرد طفرة عابرة، يبقى تمثيل ذوي الإعاقة في السينما العالمية رهين الإرادة الحقيقية للتغيير وفتح الأبواب أمام المواهب في جميع مواقع صناعة الأفلام دون استثناء أو تهميش.

المقالة السابقة
فرقة موسيقى الريجي العالمية ترعى بطولة كرة قدم لذوي الإعاقة
المقالة التالية
حقوقيون يطالبون الحكومة الأسترالية بتفعيل خطط تمكين ذوي الإعاقة