مصر- جسور- فاطمة الزهراء بدوي
استضاف برنامج “مصر تستطيع” الذي يقدمه الإعلامي أحمد فايق على قناة DMC، فريقًا من طلاب جامعة القاهرة، مبتكري أول تطبيق مصري للكشف المبكر عن الإعاقة الحركية لدى الأطفال، تحت اسم “تاتا”.
يُعد التطبيق إنجازًا جديدًا في مجال التكنولوجيا الصحية، ويهدف إلى مساعدة الأسر على اكتشاف مؤشرات الإعاقة الحركية في وقت مبكر، مما يتيح فرصًا أفضل للعلاج والتأهيل.
تحدثت الطالبة رحمة حسين، إحدى عضوات الفريق، خلال الحلقة عن بداية الفكرة، موضحة أن المشروع انطلق من إيمانهم بأن مصر تستحق أن تكون دولة بلا إعاقة، ويجب أن تكون هناك حلول مصرية رقمية تساعد في ذلك. وأضافت أن “تاتا” جاء نتيجة تعاون طلابي واعٍ يطمح إلى أن تكون مصر رائدة في مجال التقنيات الداعمة لذوي الإعاقة.
وأكد الفريق أن الكشف المبكر هو النقطة الحاسمة في مسار الطفل المصاب بأي درجة من درجات الإعاقة الحركية. كل ثانية تُحدث فرقًا في حياة الطفل، خاصةً في السنوات الثلاث الأولى من عمره. في هذه المرحلة، يكون التدخل الطبي والتأهيلي أكثر فعالية، بينما تتضاءل فرص التعافي كلما تأخر التشخيص.
يقدم تطبيق “تاتا” أدوات رقمية ذكية، تسمح للأهل بإجراء فحص مبدئي للطفل باستخدام الهاتف المحمول. يُقيم ردود الفعل الجسدية، ونمط الحركة، ومؤشرات النمو الطبيعي، كما يُصدر تنبيهًا في حال وجود خلل يستدعي مراجعة طبية. هذا الأسلوب يُعد نقطة تحول في ربط الأسر بالخدمات الصحية دون انتظار مواعيد الفحص التقليدي، الذي غالبًا ما يتأخر.
خلال الحوار، أشار الطلاب إلى أن كثيرًا من الأطفال في مصر لا تُكتشف حالاتهم إلا بعد أن تفوت مرحلة العلاج الفعّال، وهو ما يتسبب في أعباء نفسية ومادية للأسرة، إلى جانب فقدان فرصة الدمج المبكر في المجتمع. لهذا كان هدفهم تصميم أداة سهلة الاستخدام، منخفضة التكلفة، يمكن أن يستفيد منها الجميع.
التطبيق لا يقتصر فقط على مرحلة الكشف، حيث يُقدم أيضًا محتوى إرشاديًا للأهل حول تمارين بسيطة يمكن تنفيذها في المنزل، ونصائح لمتابعة تطور حركة الطفل، مع توفير دليل بالمراكز الطبية المتخصصة. كما يعمل الفريق حاليًا على تطوير خاصية الاتصال المباشر مع الأطباء المختصين، لتسهيل اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
جاء اختيار اسم “تاتا” من نداءات الأمهات في لحظات اللعب والحب، ليعكس قرب التطبيق من الأسرة المصرية، وحرصه على بناء علاقة ثقة مع المستخدمين. ويأمل الفريق أن يحظى المشروع بدعم مؤسسي وحكومي واسع النطاق، ليتمكن من الوصول إلى كل قرية ومركز في مصر.
يُعد مشروع “تاتا” تجسيدًا واقعيًا لإمكانيات الشباب المصري حين يجد البيئة الداعمة، ويعكس كيف يمكن للجامعات أن تكون منطلقًا لحلول وطنية مستدامة. التطبيق الآن في مراحله التجريبية، ومن المنتظر طرحه قريبًا على متاجر التطبيقات، ليكون متاحًا لكل الأسر.