عباقرة هزموا الإعاقة وحولوا تحدياتهم إلى اختراعات غيرت وجه العالم

عباقرة هزموا الإعاقة وحولوا تحدياتهم إلى اختراعات غيرت وجه العالم

المحرر: محمود الغول - مصر
عباقرة هزموا الإعاقة منهم اليابانية شيكو اساكاوا

عباقرة هزموا الإعاقة هو الوصف الأدق لمجموعة من المبتكرين الذين رفضوا الاستسلام لقيود الجسد. وذلك لأن هؤلاء الأفراد لم ينتظروا الحلول من الآخرين. بل صنعوا بأنفسهم أدوات كسرت الحواجز أمام الملايين.

وفي هذا التقرير نسلط الضوء على قصص ملهمة لمخترعين من ذوي الإعاقة. وذلك لأنهم جسدوا معنى «الحاجة أم الاختراع»، فابتكروا أشياء غيرت وجه العالم.

عباقرة هزموا الإعاقة

لقد حول هؤلاء المبدعون معاناتهم الشخصية إلى ابتكارات عالمية. لذلك، فإن قصصهم ليست مجرد سرد تاريخي، بل درس في الإرادة. كما أنهم أثبتوا أن التجربة الشخصية هي المحرك الأقوى للابتكار.

ويعتبر لويس بريل أحد أشهر الأمثلة على عباقرة هزموا الإعاقة. إذ أنه فقد بصره في حادث وهو في الثالثة من عمره. مع ذلك، لم يمنعه هذا من تطوير نظام القراءة والكتابة الأشهر للمكفوفين. وهذا فق مقال بعنوان Story of Louis Braille: Inventor of the Braille Code.

استلهم لويس برايل فكرته من نظام شفرة عسكرية يُدعى «الكتابة الليلية»، ولكنه بدلاً من ذلك، طوّر هذا النظام ليصبح طريقة برايل، وهي نظام يعتمد على ست نقاط بارزة. ونتيجة لذلك، منح ابتكار برايل المكفوفين استقلالية غير مسبوقة في مجال القراءة والتعلم. وبالتالي، يمكن القول إن عباقرة مثل برايل، الذين تغلبوا على الإعاقة، فتحوا أبواب المعرفة للملايين حول العالم. 
رالف براون هو اسم آخر يلمع في قائمة عباقرة هزموا الإعاقة، حيث تم تشخيص حالته بضمور العضلات الشوكي في طفولته المبكرة. ومع ذلك، وبدلاً من الاستسلام للكرسي المتحرك التقليدي الذي كان هو المصير المتوقع، قرر براون تغيير مجرى حياته ومن ثم اختراع وسيلة جديدة ومبتكرة للحركة تمكنه من التنقل باستقلالية وفاعلية. وهكذا، تحولت محنته إلى دافع للإبداع والاختراع.

ابتكر براون أول سكوتر بمحرك كهربائي في عام 1962. علاوة على ذلك، اخترع أول رافعة للكراسي المتحركة للسيارات، مما أحدث ثورة في عالم التنقل. وبعد ذلك أسس براون شركة أصبحت رائدة عالميا في المركبات المجهزة لذوي الإعاقة.

روري كوبر هو مهندس طب حيوي أمريكي وبطل بارالمبي سابق. غير أنه تعرض لإصابة في الحبل الشوكي أثناء خدمته في الجيش. ونتيجة لذلك، كرس حياته لتحسين تكنولوجيا الكراسي المتحركة.

أسس كوبر مختبرات أبحاث الهندسة البشرية. فكان من أبرز ابتكاراته الطوق المريح للدفع الذي يقلل من إصابات اليد والكتف لمستخدمي الكراسي المتحركة. وعليه فإن عباقرة مثل كوبر يجمعون بين الخبرة الشخصية والعلم الأكاديمي.

تشيكو أساكاوا والإنترنت للمكفوفين

تشيكو أساكاوا هي عالمة كمبيوتر يابانية فقدت بصرها في سن الرابعة عشرة. لكنها تحدت ظروفها وطورت «قارئ الصفحة الرئيسية» (Home Page Reader) في التسعينيات.

هذا الابتكار كان أول متصفح صوتي عملي يتيح للمكفوفين تصفح الإنترنت. ومؤخرا، طورت تطبيق NavCog للهواتف الذكية لمساعدة المكفوفين على التنقل داخل المباني.

فينت سيرف، المعروف بـ «أبو الإنترنت»، يعاني من ضعف السمع. كما أن زوجته تعاني من فقدان السمع الشديد.

ساهمت رغبة سيرف في التواصل النصي السهل مع زوجته في تشكيل رؤيته للبريد الإلكتروني والبروتوكولات. لذلك، ينظر إلى الإنترنت كأداة مساواة هائلة لذوي الإعاقة السمعية.

فريدة بيدوي (Farida Bedwei) مهندسة برمجيات غانية اشتهرت بتحديها للشلل الدماغي
فريدة بيدوي (Farida Bedwei) مهندسة برمجيات غانية اشتهرت بتحديها للشلل الدماغي

فريدة بدوي والبرمجة والشلل الدماغي

فريدة بيدوي هي مهندسة برمجيات غانية تعاني من الشلل الدماغي. ومع ذلك، وعلى الرغم من التحديات الحركية التي تواجهها، فقد تمكنت من أن تصبح واحدة من أكثر النساء تأثيراً في مجال التكنولوجيا المالية في أفريقيا.

طورت بدوي برمجيات سحابية تستخدمها مئات الشركات المالية. بالإضافة إلى ذلك، ألفت كتابا للأطفال لتوعية المجتمع حول الإعاقة. وعليه انضمت لقائمة عباقرة هزموا الإعاقة أثبتوا أن العقل هو المحرك الحقيقي للإبداع.

جيمس مارسترز والهاتف للصم

جيمس مارسترز، طبيب أسنان فقد سمعه في طفولته. ونتيجة لهذه الظروف، لم يقبل بالعزلة بل وجد في ذلك دافعاً جعله يدخل ضمن قائمة العباقرة. وبناء على ذلك، ساهم في تطوير جهاز المبرقة الكاتبة، وفقاً لما ذكره موقع صحيفة نيويورك تايمز.
هذا الجهاز، ببساطة، سمح للصم بالتواصل عبر خطوط الهاتف عن طريق الكتابة. في المقابل، كان الهاتف قبل ذلك اختراعاً حكراً على القادرين على السمع. وهكذا، يُصنف مارسترز كواحد من الذين أجبروا التكنولوجيا على التكيف مع احتياجاتهم.

ريتشارد مانكين هو عالم حشرات وباحث يستخدم العكازات وأجهزة تقويم الساقين. وهو ممن يبرزون في المختبرات الميدانية أيضا حيث يركز عمله على كيفية استخدام الحشرات للشم والصوت.

طالع: طريقة بريل.. قصة الطفل لويس الذي فتح طريق العلم للمكفوفين  

يشغل مانكين منصب رئيس مؤسسة العلوم والإعاقة. حيث يعمل على تشجيع الطلاب ذوي الإعاقة على دخول مجالات العلوم. وبناء على ما قدم بات ضمن من مهدوا الطريق للأجيال القادمة.

  عباقرة هزموا الإعاقة يغيرون المستقبل

في الختام، تظهر هذه القصص أن الإعاقة يمكن أن تكون حافزا قويا للابتكار. وأن العباقرة لم ينتظروا الحلول، بل صنعوها. من خلال ذلك، لم يحسنوا حياتهم فحسب، بل حسنوا حياة الملايين.

ودمج ذوي الإعاقة في مجالات العلوم والتكنولوجيا ليس عملا خيريا. إنه استثمار في التنوع الذي يولد حلولا إبداعية لمشاكل معقدة. لهذا يمكن القول إن عباقرة هزموا الإعاقة هم قادة التغيير الحقيقي في عالمنا.

المقالة السابقة
فهم قضايا ذوي الإعاقة شرط جامعة كورية لقبول الطلاب الجدد

وسوم

الإعاقة (3) الاستدامة (33) التحالف الدولي للإعاقة (34) التربية الخاصة (2) التشريعات الوطنية (33) التعاون العربي (33) التعليم (4) التعليم الدامج (4) التمكين الاقتصادي (3) التنمية الاجتماعية (33) التنمية المستدامة (3) التوظيف الدامج (32) الدمج الاجتماعي (31) الدمج الجامعي (3) العدالة الاجتماعية (3) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (31) الكويت (5) المتحف المصري الكبير (4) المجتمع المدني (31) المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (4) المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة (4) الوقائع الإخباري (2) تكافؤ الفرص (32) تمكين (2) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (31) حقوق الإنسان (3) حقوق ذوي الإعاقة (3) دليل الكويت للإعاقة 2025 (30) ذوو الإعاقة (12) ذوو الاحتياجات الخاصة. (31) ذوي الإعاقة (9) ذوي الهمم (5) ريادة الأعمال (33) سياسات الدمج (33) شركاء لتوظيفهم (34) قمة الدوحة 2025 (35) كود البناء (36) لغة الإشارة (2) مؤتمر الأمم المتحدة (36) مبادرة تمكين (3) مجتمع شامل (36) مدرب لغة الإشارة (37) مصر (12) منظمة الصحة العالمية (37) وزارة الشؤون الاجتماعية (2)