عبيدة عطوان لن يلعب كرة.. حكاية شاب فلسطيني بتر المحتل أحلامه

عبيدة عطوان لن يلعب كرة.. حكاية شاب فلسطيني بتر المحتل أحلامه

المحرر: سحر شيبة - تصوير عمرو طبش - غزة
عبيدة عطوان يفقد ساقه وحلمه في أن يصبح لاعب كرة

عبيدة عطوان، شاب فلسطيني لم يُكمل ١٥ عاما، فقد يده وساقه اليمنى بعد قصف إسرائيلي استهدفه وأسرته في دير البلح، بضغطه زر واحدة سُحقت كل أحلام عبيدة في أن يصبح لاعب كرة قدم، بعد أن سلب المحتل حلمه في أن يكون له أرض ووطن، أصبح الجسد اليافع ثقيلا، يحمله عكاز وقلب نابض لا زال يحلم بالحرية والحق في الحياة.

عبيدة عطوان قبل أن يقتل المحتل حلمه في الحياة

تروي والدة عبيدة لـ “جسور” قصة مأساة أسرتها التي شردتها الحرب، ومعاناة عبيدة في رحلة علاج قاسية بين مستشفيات القطاع الخاوية من العلاج ولا توجد بها أجهزة تعويضة.

تقول: كان عبيدة معي أنا وإخوته الثلاثة وشقيقته آيات حين استهدفنا القصف الإسرائيلي، أُصيبت آيات، أخته، بشظايا في صدرها، بينما نجا إخوته بأعجوبة، أما عبيدة، فكان الأكثر تضررًا.

عبيدة عطوان أصبح قعيدا بعد فقدان يده وساقه اليمنى

وبعد رحلة ألم شاقة، وصلنا مستشفى شهداء الأقصى، كان عبيدة يعاني نزيفًا حادًا في الفخذ ويحتاج لبتر مباشر لمشط القدم اليمنى، فتم نقله إلى المستشفى الأوروبي في رفح، لأنه الوحيد الذي يوجد فيه طبيب أوعية دموية، بعكس المستشفى الآخر الذي يفتقر إلى التخصصات اللازمة بسبب قلة الكوادر الطبية، وبعد يومين فقط، تقرر بتر يده اليمنى من أعلى الكوع نتيجة تهتك شديد وخطر التسمم”.

وتُكمل الأم حديثها:”قضى عبيدة شهرًا في المستشفى الأوروبي، ثم نُقل إلى مستشفى الصليب الميداني غرب رفح لاستكمال علاجه، وهناك خضع لعدة عمليات جراحية، من بينها ترقيع في الفخذ، واستخراج شظايا متعددة من جسده”.

وتستطرد أم عبيدة: مهما حاولت وصف مشقة الرحلة التي خاضها عبيدة للوصول إلى المستشفى فلن تسعفني الكلمات، الطريق إلى رفح طويل جدًّا ولا توجد أي مواصلات للوصول، الغذاء شبه معدوم، وجسده الجريح بحاجة لتغذية جيدة كي يتماثل للشفاء، ولا شيء من أساسيات العلاج كان متوفرًا.

عبيدة عطوان يمشى بعكاز

ورغم ذلك، تحمّل عبيدة كل هذا الألم، فقط لأنه كان متمسكًا بحلمه القديم، ولديه أمل أن يتعافى ويسير على قدميه من جديد. واليوم – حسب كلام الأم –  ساق عبيدة الأخرى مهددة بالبتر، ولا تتوفر في غزة أطراف صناعية ولا خدمات تأهيل مناسبة.

تضيف الأم: انتهى حلم عبيدة في أن يكون لاعب كرة قبل أن يبدأ، صار عاجزًا حتى عن المشي، ويحتاج للسفر لاستكمال علاجه، وكل ما أتمناه أن يحصل على أطراف صناعية تُعيد له توازنه، وتفتح له بابًا جديدًا للحياة”.

المقالة السابقة
مركز دراسات: ذوو الإعاقة ضحايا منسيون في قلب كارثة غزة
المقالة التالية
جائزة جديدة من أكاديمية وربة بالتعاون مع جسور