Skip to content

عربة قطار تتحول إلى مقهى بلغة الإشارة في قلب لندن

عربة قطار تتحول إلى مقهى بلغة الإشارة في قلب لندن

المحرر: سماح ممدوح حسن - لندن

وسط كتل الإسمنت الرمادية في شرق لندن وعلى أطراف مجمع “كاربنترز” السكني العتيق تقف عربة قطار قديمة مطلية بالأخضر لكنها لا تنقل ركابًا، بل تحتضن حكاية أمل مختلفة. إنها “Dialogue Express Café”أول مقهى في المنطقة يُديره بالكامل شباب وشابات من الصم وضعاف السمع.

وهو واحد من التجارب القليلة بالعالم التي تعتمد على لغة الإشارة كلغة أساسية للتواصل مع الزبائن، وبداخل العربة لا تنبعث فقط رائحة القهوة بل تلوح رسائل بلغة الإشارة تنقلها أيادٍ متقنة وقلوب تطمح للتواصل مع العالم حولها.

مقهى يتحدث بلغة الإشارة

مُحضّروا القهوة هؤلاء يتلقون تدريبهم من مؤسسة اجتماعية محلية تُدعى Dialogue Hub أسسها الناشط الاجتماعي هاكان إلبير الذي أراد كسر حاجز الصمت بين المجتمع والسكان الصم، ويقول”ندربهم على العمل وندعو الناس إلى التفاعل معهم بلغتهم” مشيرًا إلى لغة الإشارة البريطانية التي تُعد اللسان الرسمي في المقهى.

زبائن عربة القطار يطلبون القهوة بلغة الإشارة

عند وصول الزبائن يُعرض أمامهم مقطع فيديو على الشاشة يوضح لهم كيف يطلبون مشروباتهم بلغة الإشارة. وبابتسامات صادقة يقلد الزبائن الحركات، وتُقدَّم لهم القهوة محمّلةً برسائل الاحترام والتقدير.

بالنسبة لـكاريسا إحدى المتدربات، فإن هذه التجربة تتجاوز مجرد وظيفة وتقول عنها بحماس “أشعر أنني أقرب إلى المجتمع لم أعد معزولة” ويضيف زميلها فيكتور”هذا أكثر من مجرد عمل. هو المعنى والانتماء”

مقهى في قلب مشروع “إعادة الحياة”

المقهى ليس مجرد مبادرة مستقلة بل هو جزء من مشروع بلدية نيوهام ل “التجديد الدامج” لمجمع كاربنترزالذي طال انتظاره لأكثر من عقدين. الخطة الرئيسية التي تتجاوز قيمتها 1.4 مليار جنيه إسترليني، تسعى لبناء أكثر من 2300 وحدة سكنية بالنطقة.
ومع أن أولى عمليات الإخلاء بدأت عام 2004 إلا أن البناء لم يبدأ بعد ولا تزال كثير من الوحدات شاغرة. وتأمل البلدية أن يكون المقهى نواة لمركز مجتمعي حيّ يعيد الأمل للسكان الذين ملّوا الوعود.

نحن ننتظر والمجتمع يحتاج للأمل

تقول إيلين بارنارد المقيمة في المجمع منذ 28 عامًا وهى تنظر حولها”لا شيء يحدث حتى الآن لكن هذا المشروع يعيد بعض الحياة للمكان” أما صديقتها طاهرة أحمد فقد جاءت لتجربة المقهى وأعجبتها الفكرة كثيرًا “هذا المشروع يُقرّب بين الناس نحن بحاجة لمبادرات تبني الثقة وتوحد المجتمع”
المقهى مفتوح للجميع سواء أتوا طلبًا لقهوة أو رغبة في التعلم والتواصل. فهو مساحة صغيرة بلغة صامتة لكنها تقول الكثير.

المقالة السابقة
الشارقة تطلق “قافلة الصيف” لذوي الإعاقة.. حتى نهاية يوليو
المقالة التالية
بروفيسور هيو.. قضم الصقيع ساقيه فأخترع أطرافا ذكية تحاكي البشر