فرنسا – جسور- فاطمة الزهراء بدوي
تُنظم جمعية “هانفول” الفرنسية، اليوم الجمعة 20 يونيو 2025، فعالية خاصة بعنوان “الإعاقة والتوظيف” ضمن فعاليات معرض باريس الجوي، بهدف دعم إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع الصناعات الجوية والفضائية. يشكل هذا اليوم منصة عملية لتعزيز فرص العمل وإبراز قصص النجاح ضمن بيئة مهنية دامجة.
تستقبل الفعالية 50 باحثًا عن عمل من ذوي الإعاقة أو في مرحلة إعادة تأهيل مهني، بمرافقة مستشاري مؤسسة “فرانس تراڤاي”. ويتضمن البرنامج لقاءات مباشرة في جناح شركة “داسو للطيران”، حيث سيشارك مسؤولو التنوع ومهنيون ذوو تجارب واقعية في حوارات مع الحضور، لاستعراض سياسات الدمج وتأثيرها الفعلي في تحسين بيئة العمل.
يشهد اليوم كذلك تنظيم “تعارف وظيفي” في شاليه جِيفاس الدولي، وهو نشاط يُتيح للباحثين عن العمل مقابلة مسؤولي التوظيف من شركات الطيران والفضاء، والاطلاع على فرص التدريب والتوظيف المتاحة، في بيئة مهيأة تتيح تبادلًا مباشرًا للخبرات والرؤى.
تتبنى جمعية “هانفول” نهجًا مبتكرًا لتأهيل الشباب والبالغين من ذوي الإعاقة لسوق العمل، من خلال مسارات تدريبية مزدوجة تمتد من عدة أشهر إلى سنوات، بالتعاون مع شركات صناعية كبرى. تعمل الجمعية على اختيار وتأهيل المتقدمين لفرص تعليم مهني حقيقي، يوازي بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي.
تأسست “هانفول” عام 2010 بمبادرة من “جِيفاس” وشركة “داسو للطيران” وخمس مؤسسات صناعية كبرى، بدعم من هيئة “آجيفيف” المعنية بتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة. ونجحت الجمعية في بناء شبكة تضم 17 شركة عضوة، كما توسعت لتشمل المهن المرتبطة بالنقل الجوي، بالتعاون مع “الاتحاد الوطني للطيران والمهن التابعة له”.
تمثل هذه الفعالية جزءًا من جهود فرنسا لتعزيز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع يعتبر من الأكثر تطلبًا تقنيًا وعمليًا. عبر جناح “hanvol” في “قاعة كونكورد”، تتاح طيلة أيام المعرض فرصة للتعرف على برامج الجمعية، وفتح حوارات مع ممثلي الشركات حول سياسات الشمول المهني والتنوع المؤسسي.
يشكل يوم “الإعاقة والتوظيف” تأكيدًا على أن الإعاقة ليست عائقًا أمام الكفاءة أو الطموح، وأنها جانب من التنوع الإنساني الذي يمكن احتضانه ضمن بيئة عمل حديثة. وتعكس التجربة الفرنسية نموذجًا للتعاون بين القطاع الصناعي والمجتمع المدني، حيث تُمزج الخبرة التقنية بالإرادة الاجتماعية، لتوفير فرص متكافئة تحقق العدالة المهنية.
من خلال هذه المبادرات، تسعى فرنسا إلى تأسيس بنية مؤسسية تحتضن الجميع دون استثناء، مع التركيز على بناء نماذج توظيف حقيقية، تضع الكفاءة في المقدمة، وتمنح الأفراد فرصة للمساهمة الفعالة في الاقتصاد والمجتمع.