Skip to content

فريق أمريكي يصمم جهازاً يحسن حركة المصابين بالشلل الدماغي

فريق أمريكي يصمم جهازاً يحسن حركة المصابين بالشلل الدماغي

الولايات المتحدة- جسور- فاطمة الزهراء بدوي 

نقلاً عن موقع SciDev.Net، خطا فريق من المهندسين في الولايات المتحدة، خطوة غير مسبوقة، بإتاحة تصميم جهاز هيكلي خارجي، مفتوح المصدر، يعرف باسم “OpenExo”، يمكن استخدامه لتحسين حركة الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية الشديدة، بما في ذلك المصابون بإصابات الحبل الشوكي والشلل الدماغي، وآثار السكتات الدماغية. 

يهدف المشروع إلى تضييق فجوة الإتاحة بين الدول ذات الموارد المحدودة والدول الغنية، في وقت تحتاج فيه أكثر من 2.5 مليار شخص حول العالم إلى وسيلة مساعدة واحدة على الأقل، بحسب تقارير الأمم المتحدة.

يُعد هذا الجهاز، المطور من قبل باحثين في جامعة “نورثرن أريزونا”، نقلة نوعية في مجال التكنولوجيا المساعدة، إذ يتيح لأي شخص أو مؤسسة في العالم الوصول إلى ملفاته التقنية الكاملة، بما يشمل التصاميم الهندسية، البرمجيات، أنظمة التحكم، والمكونات الإلكترونية. 

يقول زاكاري ليرنر، الأستاذ المشارك في قسم الهندسة الميكانيكية بالجامعة ورئيس مختبر “بيوميكا ترونيكس”: “نريد تمكين الأفراد في الدول النامية من تصنيع نسخ محلية من الجهاز، وتطوير نماذجهم الخاصة حسب احتياجاتهم وظروفهم”.

يتميز “OpenExo” ببنيته القابلة للتعديل، إذ يمكن تصميمه لدعم مفصل واحد أو عدة مفاصل حسب الحاجة، ما يجعله مناسبًا للتدريب التأهيلي أو الاستخدام اليومي. ورغم بساطة التصميم نسبيًا، تبقى تكلفة بعض القطع الحيوية في حدود ألف دولار لكل مفصل آلي، وهو ما يجعل النموذج أكثر جدوى مقارنة بالأنظمة التجارية التي يتجاوز سعرها 100 ألف دولار.

ويؤكد المختصون أن التقنية وحدها لا تكفي لضمان فعالية الأجهزة المساعدة، إذ تحذر لويز بولي، مستشارة التقنية المساعدة لدى منظمة الصحة العالمية، من الاعتماد المفرط على الحلول المفتوحة دون وجود منظومة داعمة من السياسات، الكوادر الطبية، وخدمات ما بعد البيع. تقول بولي: “التقنية الناجحة تحتاج بيئة متكاملة، من التشخيص الفردي إلى التوزيع العادل والتدريب الكافي”.

من جهة أخرى، تشيد ريتو غوش، مديرة مؤسسة “موبيليتي إنديا”، بالقيمة البحثية للجهاز، وترى فيه فرصة للتطوير المحلي في مجالات الطب، الصناعة، والجيش، شريطة توفر تعاون فعلي بين القطاع الحكومي والخاص ومراكز البحوث. موضحة أن التحديات لا تقتصر على التصنيع، حيث تشمل الصيانة، تدريب المستخدمين، وتوطين المعرفة.

يشير أندرو جولي، مؤسس “التحالف التقني لأجهزة التأهيل في أوقيانوسيا”، إلى أن توفير تصميم مفتوح المصدر مثل “OpenExo” يمكن أن يُسرع إنتاج أجهزة بتكاليف منخفضة، خاصةً في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، المعروفة بقدراتها التصنيعية العالية. لكنه يربط بين النجاح الحقيقي وبين إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في تصميم الحلول، باعتبارهم “خبراء في احتياجاتهم الخاصة”.

يبرز التقرير الصادر عن مبادرة ATscale أهمية الاستثمار في التقنية المساعدة، موضحًا أن كل دولار يُستثمر في توفير منتجات أساسية مثل النظارات أو الكراسي المتحركة يعود بتسعة دولارات من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية. في هذا السياق، تُعد مبادرة OpenExo خطوة عملية لترجمة هذا العائد في قطاعات أوسع، خاصةً تلك التي ظلت مستبعدة من الطفرة التكنولوجية الأخيرة.

من جهته، يرى مونزورول علام، مؤسس “مختبر التكنولوجيا الطبية مفتوحة المصدر”، أن المشروع قد يُحدث تحولًا جذريًا في كيفية تطوير أجهزة الحركة الذكية في البلدان ذات الموارد المحدودة. قائلاً: “النماذج الحالية مكلفة ومعقدة، لكن OpenExo يُبسّط المسار نحو الابتكار المحلي”.

في وقت تتزايد فيه الدعوات لجعل المنتجات المساعدة جزءًا من منظومة الرعاية الشاملة، يبرز OpenExo كأداة للتمكين، وليس مجرد جهاز آلي.. نجاحه مرهون بالتعاون العالمي، واستعداد المؤسسات لاحتضان فكر جديد يعترف بالمستخدم كمصمم شريك، لا مجرد متلقٍّ لحلول جاهزة.

المقالة السابقة
طلاب من ذوي الإعاقة بجامعة المنيا يزورون “الأكاديمية الوطنية” بالعاصمة الإدارية
المقالة التالية
“فخر الإعاقة”.. نيويورك تحتفل بمرور 35 عامًا على قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة