Skip to content

فنانة تشكيلية سعودية تعود للرسم بعد فقدانها البصر.. لوحاتها تحكى قصتها

فنانة تشكيلية سعودية تعود للرسم بعد فقدانها البصر.. لوحاتها تحكى قصتها

السعودية – جسور – شيماء اليوسف

فقدت إيمان العلاوي بصرها بعد تعرضها لحادث أليم، لكنها استطاعت إكمال دراستها، والتخرج في جامعة الملك عبدالعزيز، بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، في تخصص التاريخ، لتصبح لاحقًا معلمة لذوي الإعاقة، وفنانة تشكيلية، حكت إيمان العلاوي معاناتها مع الإعاقة ومراحل الصمود والتحدى، حتى عادة مجددا لممارسة هوايتها، خلال استضافتها في برنامج “من السعودية” المذاع على قناة السعودية.

كانت إيمان قد وُلدت دون إعاقة، وظهرت لديها مشاكل في النظر أثناء اللعب في طفولتها، وفي سن التاسعة تعرضت لإصابة في عينها اليسرى، تسببت في فقدان بصرها بهذه العين، بينما بقيت العين اليمنى سليمة، حتى انتهت من المرحلة الثانوية، لاحقًا واجهت مشكلات جديدة في العين الثانية، وخضعت لعدة عمليات جراحية لم تنجح في استعادة نظرها، لتفقد بصرها بالكامل.

تقبلت إيمان فقدان بصرها في جانب التعليم وتمكنت من التكيف، لكنها توقفت عن ممارسة هواية الرسم التي أحبّتها منذ طفولتها، وظنت أنها فقدت هذا العالم مع فقدان نظرها، لاحقًا، حاول الأهل والأصدقاء تشجيعها على العودة للرسم،  لكنها لم تتمكن من تجاوز الحاجز النفسي وشعرت بالغضب والانزعاج، كلما حاولت الإمساك بريشتها.

بعد فترة، اقترحت عليها زميلة المشاركة في معرض فني، وأصرت على ذلك رغم تردّد إيمان، التي قالت إنها بكت بشدة لحظة موافقتها على التفكير في المشاركة دون أن تعرف سبب بكائها، مؤكدة أنها لم يكن لديها طموح في عرض أعمالها مجددًا.

عرضت عليها زميلتها أن تكتفي بالمشاركة بلوحة واحدة، وبدأت إيمان تنفيذ اللوحة التي استغرقت ثلاثين يومًا، وكانت تجسّد فيها قصة آخر لوحة رسمتها قبل فقدان بصرها، وهي لوحة لشجرة محترقة ضربتها صاعقة أدت إلى كسر جذعها، وكأنها تصف حالها وقتها. وبعد تسليم اللوحة، علّقت زميلتها قائلة: “بربك ما هذا الجمال؟ خطيرة! سوي ثلاث لوحات صغار غيرها”، وهو التعليق الذي شجّع إيمان على استعادة ثقتها بالرسم.

لم تكن إيمان تتوقع العودة إلى عالم الفن أو الحصول على جوائز عن أعمالها، لكنها تمكنت بالإرادة والتحدي من تجاوز مخاوفها واستعادة شغفها بالرسم، لتثبت أنها قادرة على تحقيق ما ظنّت أنه مستحيل.

المقالة السابقة
اليوم العالمي للمرض.. 300 ألف أمريكي مصابون بـتصلب الجلد دون توفر علاج
المقالة التالية
افتتاح مشروعات تعليمية وصحية بجامعة دمياط لخدمة الطلاب ذوي الإعاقة