تحول البساط الأحمر في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، مساء الأربعاء، إلى منصة لتخليد ذكرى الطفلة الفلسطينية هند رجب، حين رفع الحاضرون صورتها، وسط تصفيق مطول وهتاف “فلسطين حرة”.
جاء ذلك تزامنا مع العرض الأول لفيلم «صوت هند رجب» The Voice of Hind Rajab، الذي يجسد آخر لحظات الطفلة البالغة من العمر خمس سنوات، والتي حاصرها جيش الاحتلال الإسرائيلي مع عائلتها داخل سيارة في قطاع غزة، قبل أن تقتل بأكثر من 300 رصاصة رغم استغاثاتها المؤلمة عبر الهاتف: أنا خائفة جدا، أرجوكم تعالوا.
الفيلم الذي أخرجته التونسية كوثر بن هنية لاقى استحسانا واسعا، حيث دوى في قاعة العرض تصفيق استمر 24 دقيقة، وهي أطول مدة مسجلة حتى الآن في المهرجان، ما جعله أبرز المرشحين لنيل جائزة الأسد الذهبي.
حضر العرض نجوم عالميون بينهم براد بيت، خواكين فينيكس وروني مارا، ممن شاركوا كمنتجين منفذين، ما منح العمل زخما إضافيا في الأوساط السينمائية الدولية.

قصة هند تحمل ثقل شعب بأكمله
الممثلة سجى الكيلاني التي ألقت بيان فريق العمل أكدت أن «قصة هند تحمل ثقل شعب بأكمله»، مضيفة أن «صوتها يجب أن يظل يتردد في العالم كصرخة ضد الإبادة»، أما بن هنية فشددت على أن الفيلم ليس مجرد رواية مأساة فردية، بل «صوت غزة بأسرها وهي تطلب النجدة»، مضيفة: «السينما هنا فعل مقاومة أمام تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم».
القصة التي أعاد الفيلم إحياءها أثارت مجددا الغضب الدولي، إذ كان الهلال الأحمر الفلسطيني حصل بعد ثلاث ساعات من الانتظار على إذن إسرائيلي لإرسال سيارة إسعاف لإنقاذ الطفلة، لكن المسعفين قتلوا مع هند بعدما استهدفت سيارتهم. تقرير أممي لاحق اعتبر الحادثة مثالا صارخا على جرائم الحرب، فيما وصف خبراء الأمم المتحدة مقتل الطفلة بأنه قد يرقى إلى جريمة حرب مكتملة الأركان.
بالتوازي مع هذا الزخم السينمائي، أعلنت مؤسسة هند رجب الحقوقية رفع دعوى قضائية أمام المحكمة العليا في اليونان ضد ضابط إسرائيلي زائر، متهمة إياه بالتورط في الإبادة الجماعية بغزة ضمن صفوف لواء غولاني.
وتعد هذه الخطوة، بحسب منظمات حقوقية، جزءا من مساع دولية لكسر الحصانة التي يتمتع بها قادة الجيش الإسرائيلي.
يأتي كل ذلك في وقت تواصل فيه إسرائيل المحتلة حربها المدمرة على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي خلفت حتى الأربعاء أكثر من 63 ألف شهيد و161 ألف جريح، معظمهم نساء وأطفال، فضلا عن آلاف المفقودين والمجاعة التي أودت بحياة مئات آخرين.

عدد الأطفال الذين قتلتهم قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023
منذ اندلاع حرب الإبادة التي تشنها قوات جيش الاحتلال على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023 وحتى مايو الماضي، قتل ما لا يقل عن 16,503 طفلا على يد القوات الإسرائيلية، وفقا لوزارة الصحة في غزة
. ويتضمن هذا الرقم 916 رضيعا (أقل من عام)، 4,365 طفلا من الفئة العمرية من 1 إلى 5 سنوات، 6,101 طفلا من عمر 6 إلى 12 سنة، و5,124 فتى وفتاة تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما. كما أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أن عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة منذ بداية الحرب تجاوز 17,000 طفلا
وتؤكد مصادر إعلامية أخرى أن إسرائيل قتلت ما لا يقل عن 17,400 طفلا منذ 7 أكتوبر 2023، بينهم 15,600 طفلا تم التعرف عليهم تحديدا، بحسب إحصاء نشره أحد مستخدمي مواقع التواصل