إسبانيا- جسور- سماح ممدوح حسن
في إطار فعاليات المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية (FfD4)، الذي تستضيفه مدينة إشبيلية الإسبانية، خلال الفترة من30 يونيو حتى غدا الخميس، تصدرت قضية التمويل الشامل للأشخاص ذوي الإعاقة أجندة النقاشات، وسط دعوات دولية لضرورة معالجة عقود من نقص الاستثمار في هذا المجال.
وشدد المشاركون في جلسة خاصة حملت عنوان “تمويل التنمية الشاملة للإعاقة: من نقص الاستثمار إلى العدالة الاجتماعية والنمو” على أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمثلون أكثر من 16% من سكان العالم، ورغم ذلك ما تزال قضايا إدماجهم المالي والتنموي غائبة أو هامشية في أغلب سياسات التمويل العالمية.
واستندت المناقشات إلى نصوص اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (CRPD)، التي تلزم الدول بتعبئة أقصى الموارد المتاحة لضمان حقوق هذه الفئة، إضافة إلى أجندة أديس أبابا للعمل لعام 2015 التي أكدت التزام المجتمع الدولي بالحماية الاجتماعية، والعمل اللائق، والتعليم الجيد، والتكنولوجيا الميسّرة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وأظهرت تقرير الإعاقة والتنمية لعام 2024 أن التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة بالأشخاص ذوي الإعاقة محدود للغاية، حيث لم يسجل سوى5 من أصل 118 مؤشرًا تقدماً يتماشى مع مستهدفات 2030.
وأكد خبراء اقتصاديون أن استمرار إقصاء الأشخاص ذوي الإعاقة من سوق العمل يكبد الاقتصادات العالمية خسائر قد تصل إلى 7% من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا، وفقًا لتقديرات منظمة العمل الدولية.
وشهدت الجلسة عرض أبرز توصيات قمة الإعاقة العالمية 2025 التي تمخض عنها “إعلان عمّان – برلين”، حيث تعهدت74 حكومة و17 منظمة دولية بتطبيق هدف “15 من أجل 15″، والذي ينص على تخصيص 15% على الأقل من برامج التنمية الدولية لإدماج قضايا الإعاقة.
وضمت قائمة المتحدثين عددًا من الشخصيات البارزة، بينهم لورينا لاريـوس، أمينة التعاون الإيبرو أمريكي، وألان نوديهو، منسق صندوق الأمم المتحدة للشراكات متعددة الأطراف، ومرسيدس فالكرثيل، المديرة العامة لمجلس الاستثمار المؤثر في إسبانيا، وسيزار بويناديتشا، رئيس قطاع تسريع الابتكار في بنك التنمية الأمريكي.
كما شهدت الجلسة إطلاق مبادرة “منصة إشبيلية للعمل” لمتابعة التمويل الشامل للإعاقة، بمشاركة خوسيه فييرا، المدير التنفيذي للتحالف الدولي للإعاقة (IDA)، ود.علا أبو الغيب، مديرة الصندوق العالمي للإعاقة.
واختُتمت الفعالية بكلمات ختامية ألقاها السفير خيسوس سيلادا، المبعوث الخاص لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بوزارة الخارجية الإسبانية، مؤكدًا أهمية تكريس التمويل الشامل كجزء أصيل من سياسات التنمية العالمية.