بين الحرب والنزوح يعيش الطفل محمد أبو لولولي 8 سنوات، معاناة تفوق قدرة جسده الصغير على الاحتمال، إصابته القاسية حولت طفولته إلى رحلة ألم، فيما يقف والده عاجزًا أمام مرضه في ظل غياب العلاج داخل غزة.
ويحكي والد محمد لـ”جسور” كيف أصيب أبنه، يقول”محمد أصيب داخل خيمة نزوح بعدما هاجمت دبابات الجيش الإسرائيلي المخيم وأطلقت قذائفها، فنحن عائلة من غزة اشتدت علينا نار الحرب، دُمر منزلنا ونزحنا عدة مرات، ثم جاءنا المصاب الأكبر عندما أطلقت دبابات الجيش النيران والقذائف على المخيم، وأصيب طفلي بشظايا في رقبته داخل الخيمة، الإصابة كانت في الفقرة السادسة والسابعة من الرقبة وتسببت له بشلل رباعي، هربنا بأجسادنا فقط ودُمر كل ما نملكه، ولم نجد علاجًا لابني في غزة”.
معاناة طبية متفاقمة
الأطباء في القطاع أكدوا أن حالة محمد بالغة الخطورة، الضرر أصاب النخاع الشوكي وتقرحات شديدة ظهرت على جسده مع ارتفاع دائم في الحرارة وآلام لا تفارقه.
ويضيف والده: “الأطباء قالوا إن إجراء العمليات داخل غزة خطر جدًا وقد يؤدي لشلل كامل، لذلك أوصوا بسفره العاجل للخارج لإجراء عمليات معقدة قد تنقذ حياته”.
محمد حصل بالفعل على تحويلة عاجلة من منظمة الصحة العالمية لكن حتى الآن لم تُنفذ، يقول والده بحسرة “ناشدنا الضمائر الحية عبر مواقع التواصل، لكن لم تتواصل معنا أي منظمة أو مؤسسة دولية حتى الآن”.

لا علاج ولا دواء
المأساة لا تتوقف عند الإصابة، فالوضع الإنساني داخل غزة يضاعف محنة محمد وأسرته، فيضيف الوالد: “لا يوجد أدنى مقومات الحياة، لا غذاء ولا مياه صالحة للشرب، الأدوية مجرد مسكنات بسيطة وحرارة محمد عالية باستمرار، إن لم يسافر للعلاج فهو ينتظر الموت”.
من المستشفى إلى خيمة النزوح
ورغم خطورة حالته خرج محمد من المستشفى بسبب نقص الأسرة وكثرة الإصابات ليعود مع أسرته إلى خيمة النزوح.
يقول والده”ابني الآن يقيم في خيمة بالشارع. منظومة الصحة في غزة معدومة والوضع صعب جدًا بكل المجالات”.
نداء الأب
رسالة والد محمد تختصر مأساة مئات الأطفال المرضى وذوي الإعاقة في غزة، محمد يمكث في خيمة بلا حول ولا قوة، لديه تحويلة عاجلة من منظمة الصحة العالمية، لكنه ما زال هنا بين الألم والموت، أنقذوا محمد أعيدوا له الأمل بالحياة”.