نشر موقع جامعة كيب تاون الجنوب أفريقية، قصة الدكتورة”ديبورا فان دير بيرج” التى تحولت من مقدّمة رعاية لوالدها المصاب بإعاقة إلى دراسة برنامج دراسات الإعاقة في قسم علوم الصحة وإعادة التأهيل بالجامعة.
رحلة الرعاية والدراسة هذه قادتها لتكريس حياتها لمناصرة قضايا الإعاقة وتعزيز الشمول وتمكين المجتمع، وستتخرّج الأسبوع المقبل حاصلةً على شهادة عليا في دراسات الإعاقة.
انطلقت ديبورا لدراسة قضايا الإعاقة من بيتها. فبعد أصابة وآلدها بالشلل الرباعي بعد حادث وقع له في سن الثلاثين، ولمدة 12 عامًا قامت برعايته كمقدمة رعاية أساسية.
تقول”كان ذلك بمثابة تدريب أثناء العمل. لم أكن أعرف شيئًا عن الإعاقة حينها، لكن كان عليّ أن أتعلم، ليس فقط كيف أساعده بل كيف أرى الإنسان وراء الإعاقة. تلك التجربة أثرت فيَّ وسمحت لي ببناء علاقة فريدة جدًا مع والدي.”
وترى ديبورا أن الأشخاص ذوي الإعاقة يجب أن يكونوا في طليعة من يشكّلون مستقبلهم وأن المجتمعات تُثْرَى حين تحتضن القدرات المتنوعة.
وأضافت”الإعاقة لا يجب أن تحدد أبدًا حدود مساهمة الإنسان. عندما نخلق مساحات شاملة بحق فإننا لا نغيّر حياة الأفراد فحسب بل نُحوّل المجتمعات.”
حوّلت ديبورا ذلك الصمود إلى عمل مجتمعي. فقد أسست مجموعة للإعاقة في بيليكان بارك تجمع أشخاصًا يعانون من ظروف متنوعة، من الشلل الدماغي وآثار الجلطات إلى ضعف البصر وشلل الأطفال.
تنظم المجموعة أنشطة مثل سباقات الكراسي المتحركة ومشي العصي الطويلة، ويشارك الأعضاء أيضًا في نادي تشايلي للرقص.
تشرح”كثيرًا ما يعيش الأشخاص ذوي الإعاقة في عزلة. ومن خلال التواصل يدركون أنهم ليسوا وحدهم. يمكنهم تبادل الخبرات ودعم بعضهم والشعور بأنهم جزء من الحياة المجتمعية.”
وتعتزم ديبورا مواصلة المناصرة من أجل فرص توظيف أكبر في الحكومة وضمان تنفيذ الحقوق الدستورية للأشخاص ذوي الإعاقة بشكل فعلي.
التعلّم والرقص ولغة الإشارة
امتد نشاطها أيضًا إلى نادي تشايلي للرياضة والترفيه. حيث دُعيت للشراكة مع راقصة صماء-كفيفة. وللاستعداد تعلمت ديبورا لغة الإشارة الجنوب أفريقية وهي مهارة تُثري عملها في المناصرة الآن.
تقول”الدرجة العلمية علّمتني أن أرى من خلال عدسات مختلفة. هناك نوعان من الإعاقة: الإعاقة التي يعيشها الشخص وتلك التي يفرضها المجتمع بعدم شموليته. عملي يتمحور حول تشجيع الناس على النظر أبعد من كليهما.”
الرياضة وركوب الأمواج وروح الشمول
أصبحت الرياضة مجالًا آخر للتغيير. فمن خلال عملها متطوعة في رياضات بارالمبية بجامعة كيب تاون، عايشت عن قرب قوة الرياضات الشمولية مثل كرة الهدف وكرة القدم للمكفوفين والرجبي بالكراسي المتحركة.
تقول”حين تضع العصابة على عينيك وتلعب تفهم أن الإعاقة ليست سوى جزء مما يكون عليه الإنسان.”
كما تطوعت في مويزنبرج، حيث تدعم برنامج روكسي للعلاج بركوب الأمواج. وهناك تساعد مستخدمي الكراسي المتحركة عبر دفع الكراسي الشاطئية المخصصة حتى حافة الماء.
توضح”مشاهدة المحترفين وهم يتعاملون مع كل مشارك بصبر وعناية ألهمني. أردت أن أكون جزءًا من تلك العملية.”
وتصرّ على أن الموازنة بين دراستها والعمل التطوعي ليست صراعًا ، تقول: الإعاقة في حمضي النووي. هذا ما أعيش من أجله، وما يحفزني هو الخدمة، أنا أقدم خدمة للفئات الأكثر هشاشة في المجتمع وأشهد أن لا شيء مستحيل.
ومع ذلك، ما تزال التحديات قائمة، خصوصًا ما يتعلق بالنقل وسهولة الوصول. لكنها تواجه العقبات بروح من التفاؤل والمناصرة”حين لا تسير الأمور كما هو مخطط أتعامل معها بلطف ثم أتجاوزها. فالمجتمع دائمًا يقف معًا.”
أشخاص ملهمون
من بين الأشخاص الذين أثروا في رحلتها، تعزو ديبورا الفضل إلى مدربها الدكتور مويا كولوكو، الذي قدمها إلى الرياضات البارالمبية عام 2018. والأستاذة تيريزا لورينزو، مؤسسة برنامج دراسات الإعاقة بجامعة كيب تاون وقادة حملة تشايلي، ميكايلا وزيلدا مايكروفت.
كما يبرز مدربي الرقص القياسي، ميكايلا مايكروفت وشانتيل لو رو، اللتين ساعدها صبرهما وتشجيعهما على “الانسياب فوق أرضية الرقص في أزياء براقة خلال أيام المسابقات”.
وتأمل ديبورا أن توسّع عملها وترفع الوعي بالإعاقات غير المرئية مثل التوحّد والاضطراب ثنائي القطب وتعزز الحوار عبر المجتمع.
تختتم بالقول”ينبغي أن يكون للمجتمعات حوار شامل مع مختلف الأطراف المعنية بطريقة متكاملة. الأمر يتعلق بضمان مشاركة الجميع في صنع القرار.”