حذّرت منظمة «Doctors Against Genocide» الأميركية من تفاقم غير مسبوق للأزمة الإنسانية التي تضرب ذوي الإعاقة في قطاع غزة. وجاء التحذير بالتزامن مع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة. وأكدت المنظمة أن آلاف المصابين يواجهون مصيراً قاسياً في ظل انهيار شبه كامل لمنظومة التأهيل والدعم النفسي.
6 آلاف شخص في غزة يعيشون بإعاقات ناتجة عن عمليات بتر
في السياق نفسه. كشفت المنظمة أن أكثر من ستة آلاف شخص يعيشون حالياً بإعاقات ناتجة عن عمليات بتر في الأطراف داخل قطاع غزة. كما أوضحت أن واحداً من كل أربعة مصابين بالبتر هو طفل. وكذلك أضافت أن هذه الأرقام تعكس كارثة إنسانية تتسع يوماً بعد يوم بفعل استمرار العدوان وتداعياته الصحية والنفسية.
من جهة أخرى. أكدت المنظمة أن آلاف الناجين من الهجمات يعانون إصابات كارثية. كما أنهك يواجهون صدمات نفسية عميقة. إضافة إلى النزوح القسري وفقدان الاستقرار الأسري. فضلا عن غياب الخدمات العلاجية المتخصصة فاقم من معاناة المصابين. وكذلك تركهم دون حد أدنى من الرعاية الطبية والتأهيلية.
وفي هذا الإطار. شددت المنظمة على أن التأهيل يمثل حقاً أساسياً لا يمكن التنازل عنه لهؤلاء المصابين. بينما يشمل هذا الحق توفير الأجهزة المساعدة. والدعم النفسي والاجتماعي. إضافة إلى الحماية من مختلف أشكال العنف. كما طالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية تجاه ما يجري داخل قطاع غزة.
محاسبة الجهات المسؤولة عن الكارثة الإنسانية
وفي تطور متصل. دعت المنظمة إلى ضمان وصول فوري وآمن لخدمات إعادة التأهيل والأطراف الصناعية. وطالبت بتأمين الحماية الكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة وفق قواعد القانون الدولي الإنساني. كما طالبت بمحاسبة الجهات المسؤولة عن الكارثة الإنسانية المتصاعدة.
بدورها. أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن نحو ستة آلاف حالة بتر تحتاج إلى برامج تأهيل عاجلة وطويلة الأمد. وأكدت أن 25 في المئة من هذه الحالات تعود لأطفال يواجهون إعاقات دائمة في سن مبكرة. وأوضحت أن الإمكانات الصحية الحالية لا تكفي لتغطية هذا الحجم من الاحتياجات.
42 ألف شخص في قطاع غزة يعانون إصابات جسيمة
وفي المعطيات الإحصائية. أظهر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن نحو 42 ألف شخص في قطاع غزة يعانون إصابات جسيمة غيّرت مسار حياتهم بشكل جذري. وبيّنت البيانات أن عدد هذه الحالات تضاعف تقريباً خلال عام واحد فقط.
كما وثّق التقرير أكثر من خمسة آلاف حالة بتر. وشكّلت إصابات الأطراف السفلية نحو 75 في المئة من هذه الحالات. إضافة إلى آلاف الإصابات الخطيرة في الحبل الشوكي. وإصابات الدماغ. والحروق. وإصابات الأطراف المعقدة.
أما الأطفال. فقد مثّلوا نسبة كبيرة من الضحايا. إذ يعاني أكثر من عشرة آلاف طفل من إصابات جسيمة تسببت بإعاقات دائمة. كما شكّل الأطفال 51 في المئة من حالات الإجلاء الطبي خارج القطاع خلال الفترة بين مايو 2024 ويونيو 2025.
وفي المحصلة. تعكس هذه الأرقام واقعاً صحياً وإنسانياً بالغ القسوة. وتؤكد أن أزمة ذوي الإعاقة في قطاع غزة لم تعد حالة طارئة عابرة. بل تحولت إلى ملف إنساني مزمن يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً ومستداماً.


.png)
















































