في قلب مسارح لندن التي اعتادت تقديم عروضها التقليدية، برزت مبادرة «ويست إند على عجلات» لتفتح نقاشاً مختلفاً حول غياب مستخدمي الكراسي المتحركة من مشهد الرقص المسرحي.
صاحبة الفكرة، كاتي ماكونيل، ممثلة وراقصة ومستشارة فنية بريطانية، قررت أن الوقت حان لإعادة النظر في طريقة تفكير صناعة المسرح البريطاني بشأن التمثيل العادل لذوي الإعاقة.
وحسب موقع ا«ليام أوديل»، فقد انطلقت الفكرة بعد عرض «ويكد» الشهير، حيث أزعج ماكونيل اختيار ممثلة غير معاقة لتجسيد شخصية «نيسا روز» التي تظهر على كرسي متحرك. تقول: «من غير المنطقي أن نعتبر هذا إنجازاً، بينما هو أبسط أشكال العدالة في التمثيل». هذا الموقف دفعها إلى البحث عن وسيلة عملية لإبراز أن مستخدمي الكراسي المتحركة يمكنهم المشاركة في أدوار رئيسية، لا الاكتفاء بالظهور الرمزي.
بدأ المشروع في فبراير الماضي مع عرض «Scissorhandz» بمسرح ساوثوارك بلايهاوس، حيث أعادت ماكونيل صياغة تصميم الرقصات بما يتناسب مع حركتها على الكرسي المتحرك. ثم تبعته تجارب مع مسرحيات مثل «Tina: The Musical» و«Back to the Future»، وحققت مقاطعها المصورة انتشاراً واسعاً على «إنستجرام». هذه التجارب أظهرت بوضوح أن الفن يمكن أن يستوعب التنوع إذا توافرت الإرادة.
توضح ماكونيل أن العوائق ليست مرتبطة فقط بالمسارح القديمة غير المجهزة، بل تتعلق أيضاً بالسياسات المتبعة والخيارات المحدودة لوكالات التمثيل. «الأمر يبدأ من المعاهد الفنية غير المجهزة، ثم يتكرر في مكاتب الوكالات التي لا تراعي سهولة الوصول»، تقول ماكونيل، مشيرة إلى أن هذا التسلسل يخلق ما تسميه «تأثير الدومينو» الذي يحرم كثيرين من دخول المجال من الأساس.
رغم وجود بعض الممثلين الصم أو ذوي الإعاقات غير المرئية على مسارح «ويست إند»، ترى ماكونيل أن هذا الحضور لا يعكس الواقع، ولا يفتح الباب أمام فنانين بسمات جسدية ظاهرة. وتضيف: «إذا لم يشاهد صناع المسرح راقصاً على كرسي متحرك يؤدي دوراً رئيسياً، فلن يتصوروا أن الأمر ممكن في أعمالهم المقبلة».
التجربة بالنسبة لها ليست سهلة، فهي تبذل جهداً مضاعفاً في كل بروفة، إذ تتعلم الخطوات الأساسية ثم تبتكر نسختها الخاصة التي تظل وفية لرؤية المصمم. ورغم أن هذا يضعها في منافسة أصعب، فإنه يمنحها أيضاً مساحة للتجديد، خصوصاً عندما يتعاون معها قادة الرقص أو الفرق لتطوير الحركات بشكل مشترك.
تحلم ماكونيل بأن تقدم مبادرتها عبر عمل أكبر مثل «Made in Dagenham» على مسرح أيقوني مثل «بالاديوم»، معتبرة أن هذا المشروع يجسد روح التضامن والتغيير التي تسعى إلى تحقيقها. وحتى يتحقق ذلك، تواصل تقديم مقاطعها المصورة وتجاربها مع الفرق المختلفة، محاولة فتح الطريق أمام أجيال جديدة من الممثلين والراقصين على الكراسي المتحركة.