تحولت قصة الأسترالية كارول تايلور إلى مصدر إلهام بعد أن نجت من حادث سير خطير عام 2001 تركها مصابة بالشلل الرباعي، لتبدأ رحلة صعبة من الألم والعلاج، ثم تتحول لاحقاً إلى رائدة في مجال تصميم الأزياء المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة.
ووفق موقع «ABC News Australia»، واجهت تايلور مرحلة قاسية بعد الحادث، إذ قضت أشهراً طويلة في المستشفى تخضع لعمليات جراحية متكررة لإصلاح عمودها الفقري، ثم بدأت مرحلة إعادة التأهيل، التي ترافق معها فقدان الأمل في القدرة على العودة لحياة طبيعية.
وازدادت معاناتها حين أخبرها الأطباء أنها لن تستطيع الإنجاب، وهو ما شكل صدمة أخرى فوق صدمتها الجسدية، لكن حياتها شهدت تحولاً كبيراً حين خضعت لعدة محاولات تلقيح صناعي باء معظمها بالفشل، قبل أن تفاجأ بحمل طبيعي بعد سنوات من اليأس، لتنجب طفلها «دارسي»، ووصفت هذه اللحظة بأنها ميلاد جديد لها، لأنها منحتها دافعاً هائلاً للعودة إلى العمل والحياة العامة.
بدأت تايلور في تلك المرحلة رحلة جديدة عبر الجمع بين خبرتها في القانون وفن الرسم الذي لطالما أحبته، ومع مرور الوقت، دخلت إلى عالم تصميم الأزياء، لكن هذه المرة بلمسة مختلفة، إذ قررت أن تبتكر ملابس عملية وأنيقة للأشخاص الذين يستخدمون الكراسي المتحركة، أو يواجهون تحديات جسدية معقدة، مؤكدة أنها عانت شخصياً من صعوبة إيجاد أزياء تناسب جسدها بعد الحادث، وهو ما دفعها لتقديم حلول واقعية وعصرية.
وبرز اسمها في أستراليا حين تعاونت مع علامات تجارية كبرى، ثم وصلت تصاميمها إلى منصات أسبوع الموضة في سيدني، حيث لاقت إشادة واسعة، واعتبرت تايلور أن مشاركتها في مثل هذه الفعاليات لا تمثل نجاحاً شخصياً فحسب، بل رسالة إلى العالم بأن الموضة يجب أن تكون شاملة للجميع.
أما على الصعيد الأسري، فقد أوضحت أنها ربت طفلها على قيم الانفتاح والاحترام، مؤكدة أن تجربتها مع الإعاقة جعلت «دارسي» شاباً أكثر وعياً وتفهماً لمعنى المساواة.
وأضافت أن رحلتها مع التصميم ليست مجرد مهنة، بل وسيلة لإحداث تغيير ثقافي يعترف باحتياجات ملايين الأشخاص ذوي الإعاقة حول العالم.