Skip to content

كتاب جديد يكشف التاريخ الأسود لمعاملة ذوي الإعاقات الذهنية بإنجلترا

كتاب جديد يكشف التاريخ الأسود لمعاملة ذوي الإعاقات الذهنية بإنجلترا

المحرر: سماح ممدوح حسن - لندن

رغم تكرار المآسي المرتبطة بإساءة معاملة ذوي الإعاقات الذهنية لا يزال المجتمع يعجز عن التعلم من ماضيه القاسي. هذا ما يكشفه بجرأة كتاب جديد صدر مؤخرًا بعنوان “حيوات جميلة: كيف أسأنا فهم ذوي الإعاقات الذهنية” للكاتب والمخرج المسرحي”ستيفن أونوين” الذي يقدم سردًا تاريخيًا واجتماعيًا شاملاً لما وصفه ب”قرون من سوء الفهم والكراهية والإقصاء”.

الكتاب الذي لم يلقَ أي تغطية في وسائل الإعلام الكبرى يستعرض رحلة طويلة من التهميش بدأت من العصور القديمة مرورًا بالتشريعات البريطانية ك”قانون نقص الكفاءة العقلية” لعام 1913 الذي أتاح احتجاز ذوي الإعاقات قسرًا بعيدًا عن عائلاتهم. وصولًا إلى العصر الحديث حيث لا يزال أكثر من 2000 شخص من ذوي الإعاقات الذهنية أو التوحد محتجزين في مؤسسات غير مناسبة وكثيرًا ما تكون غير إنسانية.

لا يكتفي”أونوين” ولديه ابن يعاني من إعاقة ذهنية، بالتاريخ. بل يطرح دعوة ملحة لإعادة الاعتبار لهذه الفئة والاعتراف بقدراتها وحقها في العيش بكرامة ومساواة.

في الكتاب، يستعرض الكاتب جوانب صادمة من إرث الكراهية تجاه ذوي الإعاقات. منها مذكرات فرجينيا وولف عام 1915 التي وصفت فيها نزلاء مؤسسة طبية فى إنجلترا ب”المخلوقات التي يجب قتلها”. إلى جانب إيمان شخصيات ثقافية بارزة مثل ونستون تشرشل وديفيد هربرت لورانس وجون ماينارد كينز وبيتريس وسيدني ويب بنظريات تحسين النسل و”نقاء الجينات”

ويستذكر أونوين أيضًا مأساة الشاب”كونور سباروهوك”مصاب بإعاقة ذهنية وتوفي عام 2013 في منشأة تابعة لهيئة الصحة البريطانية. ويشير إلى أن المؤسسة فشلت في التحقيق في أكثر من 1000 حالة وفاة غير مفسّرة لأشخاص من ذوي الإعاقات الذهنية والنفسية.
وفي ظل هذه الانتهاكات المستمرة لا تتجاوز نسبة العاملين من ذوي الإعاقات الذهنية 5% ويموت 60% منهم قبل سن 65.مقارنة بـ10% من عموم السكان.

ورغم كل ذلك بدأت ملامح الأمل تظهر من خلال تنامي حركة الدفاع عن الذات. ففي ندوة حديثة بمهرجان”جلاستونبري” تحدث الناشط أدي روي من منظمة My Life My Choice عن حق ذوي الإعاقات في اتخاذ قراراتهم بحرية والعيش دون وصاية.

يختم أونوين كتابه بنداء واضح”لن يتغير الحاضر أو المستقبل ما لم نفهم الماضي بكل قسوته” ويبدو أن التجاهل الإعلامي لكتابه رغم أهميته، هو في حد ذاته جزء من هذا الماضي الذي لا نزال نكرر أخطاءه.

المقالة السابقة
11 عارضًا للأزياء يجسدون كل الإعاقات في عرض بمقهي أمريكي
المقالة التالية
الإيسيسكو والاتحاد العربي للمكفوفين يبحثان سبل دعم ذوي الإعاقة