كتاب Sitting Pretty هو أكثر من مجرد مذكرات شخصية لامرأة تستخدم كرسيا متحركا. فهذا العمل الأدبي يمثل صرخة ناعمة لكنها مدوية ضد الصور النمطية. وفيه تدعو ريبيكا توسيج القراء لإعادة التفكير في مفهوم الإعاقة والجسد.
إضافة إلى ذلك، يتجاوز الكتاب قصص الإلهام المستهلكة ليقدم تحليلا عميقا للحواجز اليومية. وهو بمثابة دعوة لبناء عالم أكثر شمولا وواقعية. لذلك، يعتبر Sitting Pretty مرجعا أساسيا في دراسات الإعاقة الحديثة.
كتاب Sitting Pretty رؤية مغايرة للإعاقة
يتحدى الكتاب النظرة السائدة التي ترى الإعاقة إما كمأساة وحشية أو كمصدر إلهام ملائكي. وعلى النقيض، تقدم توسيج جسدها كجسد «عادي ومرن» يعيش تجربة إنسانية معقدة. حيث ترفض أن تكون حياتها مجرد درس للآخرين أو رمز للتغلب على الصعاب.
علاوة على ذلك، يركز كتاب Sitting Pretty على التفاصيل الصغيرة للحياة اليومية التي غالبا ما يتم تجاهلها. مثل تحديات العثور على سكن متاح أو التعامل مع نظرات الغرباء. بسبب ذلك، يتحول الكتاب إلى مرآة تعكس تعقيدات الهوية التي تتشكل عبر التفاعل مع بيئة غير مصممة لاستيعاب الجميع.

يناقش الكتاب بجرأة مفهوم «اللطف» وكيف يمكن أن يكون أداة للتحيز غير المقصود . تحديدا، تشرح توسيج كيف أن المساعدات غير المطلوبة قد تجرد الشخص من استقلاليته. ففي كثير من الأحيان، يكون اللطف المفرط وسيلة ليشعر الشخص السليم بالرضا عن نفسه أكثر من كونه دعما حقيقيا للشخص ذي الإعاقة.
نتيجة لذلك، يطرح Sitting Pretty تساؤلات محرجة حول الحدود الفاصلة بين الرعاية والوصاية. كما يدعو المجتمع إلى التوقف عن افتراض العجز لدى ذوي الإعاقة. بدلا من ذلك، يجب التعامل معهم كأفراد كاملي الأهلية يملكون حق تقرير مصيرهم واختيار متى وكيف يطلبون المساعدة.
معركة البحث عن مأوى
يسلط Sitting Pretty الضوء على أزمة السكن التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة الحركية. حيث تروي توسيج معاناتها في العثور على منزل يمكن الوصول إليه واستئجاره. كما أن الدرجات القليلة عند مدخل المبنى قد تكون حاجزا لا يمكن عبوره، مما يحد من خيارات الحياة والاستقلالية.
لهذا السبب، ينتقد الكتاب بشدة التصميم العمراني الذي يستثني أجسادا معينة. كما يدعو إلى تبني مفاهيم التصميم الشامل التي تضمن حق الجميع في السكن والعيش بكرامة. إجمالا، تؤكد توسيج أن الإعاقة ليست في الجسد فحسب، بل في البيئة التي تفشل في احتضانه.
يتناول كتاب Sitting Pretty تجربة توسيج كمعلمة وأكاديمية، وكيف تتداخل هويتها المهنية مع إعاقتها. حيث تواجه تحديات في بيئة العمل التي قد لا تكون مهيأة لاستقبال موظفين ذوي إعاقة. مع ذلك، تستخدم موقعها لتثقيف الطلاب وتغيير مفاهيمهم حول القدرة والاختلاف. حسب موقع كارارفيوز.
بالإضافة إلى ذلك، يكشف الكتاب عن أهمية وجود نماذج متنوعة في الأدوار القيادية والتعليمية. فوجود معلمة على كرسي متحرك يرسل رسالة قوية حول الكفاءة والشمولية. لذلك، يعتبر الكتاب دعوة لفتح الأبواب أمام الكفاءات المعطلة بسبب التحيز الهيكلي في سوق العمل.
طالع: «أعتبر نفسي كفيفًا»… مطربة أمريكية عمياء تصدر كتابًا حول هوية ذوي الإعاقة
إعادة تعريف الرومانسية لذوي الإعاقات
يخوض Sitting Pretty في منطقة شائكة غالبا ما يتم تجاهلها، وهي الحياة العاطفية والجنسية لذوي الإعاقة. حيث تتحدث توسيج بصراحة عن تجربتها في المواعدة والزواج، متحدية الصورة النمطية التي تجرد ذوي الإعاقة من الجاذبية أو الرغبة.
في هذا السياق، يقدم كتاب Sitting Pretty رؤية بديلة للشراكة الزوجية لا تقوم على الأدوار التقليدية. بل تعتمد على التفاهم المتبادل والدعم الذي يتجاوز القيود الجسدية. إن قصتها تثبت أن الإعاقة لا تمنع الحب ولا تجعل الشخص عبئا في العلاقة.
يربط كتاب Sitting Pretty بين قضايا الإعاقة والحركة النسوية، مشيرا إلى التهميش الذي تتعرض له النساء ذوات الإعاقة داخل الحركات الحقوقية. حيث تشعر توسيج أحيانا بأن تجربتها كامرأة ذات إعاقة لا تتناغم تماما مع السرديات النسوية التقليدية.
بناء على ذلك، يدعو كتاب Sitting Pretty إلى نسوية أكثر شمولا تأخذ بعين الاعتبار تقاطعات الهوية المختلفة. فالنضال من أجل المساواة يجب أن يشمل جميع النساء، بغض النظر عن قدراتهن الجسدية. وهذا التحليل يضيف بعدا نقديا هاما للكتاب ويوسع نطاق تأثيره ليشمل قضايا العدالة الاجتماعية الأوسع. وفق موقع هابي مايندز.
في الختام، يعد كتاب Sitting Pretty وثيقة إنسانية واجتماعية بالغة الأهمية. إذ لا يكتفي بتشخيص المشكلات، بل يدعو القراء لاستخدام خيالهم لبناء عالم جديد. عالم يتسع للجميع ويقدر التنوع البشري بكل صوره.
أخيرا، تذكرنا ريبيكا توسيج في كتاب Sitting Pretty بأن الإعاقة ليست حالة استثنائية نادرة، بل هي جزء طبيعي من التجربة البشرية قد يمر به أي شخص. لذلك، فإن العمل من أجل الشمول والإتاحة هو عمل من أجل مستقبلنا جميعا. كتاب Sitting Pretty هو بوصلة توجهنا نحو مجتمع أكثر عدلا ورحمة.


.png)


















































