كراسي متحركة  للتضاريس تمنح لمتسلقي الجبال من ذوي الإعاقة

كراسي متحركة  للتضاريس تمنح لمتسلقي الجبال من ذوي الإعاقة

المحرر: سماح ممدوح حسن-أمريكا

اكتشف عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة الحرية والقدرة على الاستقلالية بفضل الكراسي المتحركة المخصصة لجميع التضاريس في تجربة ملهمة.

ويسرد موقع الجارديان قصص بعض المتسلقين ممن ساعدتهم هذه الكراسي المتحركة المخصصة للتضاريس فى هذه التجربة، ومن هؤلاء«جينا كوثي» الإطفائية السابقة التى فقدت قدمها اليمنى في حادث أثناء حريق عام 2010 في نيويورك، ما أدى إلى اكتئاب شديد وإدمان مؤقت على المسكنات.

لكن حياتها بدأت تتغير تدريجيًا مع تبني صغار الطيور وقضاء وقت أطول في الطبيعة، قبل أن تكتشف الرياضات التكيفية والكراسي المتحركة لجميع التضاريس التي تمنحها القدرة على الحركة بحرية.

تعيش كوثي فى مزرعة حيث تعتني بكلبها المساعد أوبال، وتشارك في الرياضات التكيفية مثل التسلق والتزحلق على الزلاجات، مع الاعتماد بشكل أساسي على الكراسي المتحركة لجميع التضاريس التي تمنحها القدرة على الوصول إلى الأماكن الطبيعية دون قيود.

كما تساعدها هذه الكراسي على ممارسة نشاطات يومية متنوعة مثل جمع الأعلاف والقيام بأعمال الزراعة، ما يعزز شعورها بالاستقلالية والثقة بنفسها.

مؤخرًا، انضمت كوثي إلى جولة إرشادية في محمية  Mohonk، التي تمتد على أكثر من 3,200 فدان من الغابات والمنحدرات، باستخدام كرسي كهربائي متطور لجميع التضاريس.

جينا كوثي أحد المستخدمات للكرسي المتحرك الخاص بالتضارس

مميزات الكراسي المتحركة الخاص

الكراسي المتحركة المخصصة للتضاريس هذه، ورغم بطء سرعتها التي تصل إلى 5 كم/س، إلا أنها توفر ثباتًا استثنائيًا على الصخور وجذور الأشجار والحصى والرمل والطين، مما يتيح للمستخدمين تجربة الطبيعة دون أي عوائق، ويحفزهم على المشاركة في النشاطات الخارجية بسهولة وأمان.

نظمت الجولة جمعية غير ربحية تسمى Soar Experiences، متخصصة في تقديم رحلات خارجية للأشخاص محدودي الحركة أو ذوي الإعاقات الحركية. شملت الجولة ستة ضيوف تلقوا تدريبًا قصيرًا حول كيفية تشغيل الكراسي المتحركة لجميع التضاريس عبر عصا التحكم، مع تقديم تعليمات السلامة قبل الانطلاق في مسار تفاعلي.

وأشار جون فاكا، مستخدم خبير للكراسي المتحركة لجميع التضاريس وفقد ساقه بسبب السرطان، إلى أهمية توخي الحذر عند استخدام هذه الأجهزة قائلاً:«اعرف سرعتك»

تحديات الطبيعة لا تهتم بالقوانين أو معايير الوصول، كما يقول بيتر جالياردو، منسق الرياضات التكيفية بمستشفى Helen Hayes . وعلى الرغم من الصعوبات، فإن الكراسي المتحركة لجميع التضاريس تمنح المستخدمين قدرة حقيقية على المشاركة في الرحلات الطبيعية والتغلب على العقبات التي تواجههم عادةً، مما يعزز صحتهم الجسدية والنفسية ويكسر حاجز العزلة الاجتماعية.

أسس سكوت تريجر، وهو رائد أعمال اجتماعي سابق في وول ستريت، منظمة Soar بعد نجاح تجاربه في تحويل سيارات جيب، إلى مركبات متاحة لذوي الإعاقة.

لاحقًا، تم إدخال الكراسي المتحركة لجميع التضاريس ضمن برامج المنظمة لتوفير رحلات ترفيهية آمنة للأشخاص ذوي الإعاقة، مع توفير الدعم والتوجيه الفردي لكل مشارك لضمان تجربة ممتعة وآمنة.

البرنامج أثبت فعاليته في منح المشاركين شعورًا بالحرية والاستقلالية. بعضهم، مثل امرأة ولدت بأطراف قصيرة، تمكنت لأول مرة من الشعور بالرمل على الشاطئ بفضل الكراسي المتحركة لجميع التضاريس.

وشهدت الجولة جوًا من الفرح والحماس، مع ألوان الخريف المذهلة، حيث عبر المشاركون مسارات طويلة ومروا بجداول مائية ومروج خضراء. قال ستيفن فراي، المصاب مرض التصلب الجانبي الضموري أو ALS:

«يمكنني الاعتياد على هذا. الكراسي المتحركة هذه مريحة وآمنة وتتيح لي رؤية الطبيعة كما لم أفعل من قبل»

التأثير الطبي للرياضات التكيفية بالاحصاءات

تؤكد الدراسات الحديثة أن الرياضات التكيفية والكراسي المتحركة لجميع التضاريس تعزز الصحة النفسية وتقوي الروح المعنوية.

وتشير البيانات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة يعانون من الضغوط النفسية بمعدل 4.6 مرة أكثر من غيرهم، لكن الكراسي المتحركة والرياضات التكيفية تقلل من هذه الضغوط بشكل ملحوظ، وتزيد من قدرة المشاركين على الاعتماد على أنفسهم وممارسة نشاطات جديدة.

على الرغم من التحديات المتعلقة بالتأمين، والتي غالبًا ما لا تغطي الكراسي المتحركة أو التعديلات الضرورية، يرى المشاركون أن الاستثمار في هذه الكراسي  يمثل وسيلة فعالة لتحقيق الاستقلالية، والانخراط في النشاطات الخارجية والابتعاد عن العزلة الاجتماعية.

يختتم جالياردو حديثه بالقول: «عندما يستخدم الأشخاص الكراسي المتحركة لجميع التضاريس، تتغير حياتهم بالكامل. إنهم يحققون ما اعتقد الجميع أنه مستحيل، ويكتشفون أن كل شيء ممكن»

الكراسي المتحركة لجميع التضاريس لم تعد مجرد أدوات نقل بل أصبحت جسرًا لتحقيق الحرية والمشاركة في الحياة الطبيعية، وتؤكد أن كل شخص، مهما كانت إعاقته، يمكنه الاستمتاع بالطبيعة والانخراط في الرياضات والأنشطة الخارجية بثقة وسلامة.

المقالة السابقة
إستراتيجية شاملة لدمج ذوي الإعاقة في خطط التنمية ضمن رؤية كويت 2035
المقالة التالية
 «تنمية الطفولة المبكرة» في ورشة  لدعم ذوي الإعاقة بمصر

وسوم

الإعاقة (3) الاستدامة (33) التحالف الدولي للإعاقة (34) التربية الخاصة (2) التشريعات الوطنية (33) التعاون العربي (33) التعليم (4) التعليم الدامج (4) التمكين الاقتصادي (3) التنمية الاجتماعية (33) التنمية المستدامة (3) التوظيف الدامج (32) الدمج الاجتماعي (31) الدمج الجامعي (3) العدالة الاجتماعية (3) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (31) الكويت (5) المتحف المصري الكبير (4) المجتمع المدني (31) المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (4) المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة (4) الوقائع الإخباري (2) تكافؤ الفرص (32) تمكين (2) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (31) حقوق الإنسان (3) حقوق ذوي الإعاقة (3) دليل الكويت للإعاقة 2025 (30) ذوو الإعاقة (12) ذوو الاحتياجات الخاصة. (31) ذوي الإعاقة (9) ذوي الهمم (5) ريادة الأعمال (33) سياسات الدمج (33) شركاء لتوظيفهم (34) قمة الدوحة 2025 (35) كود البناء (36) لغة الإشارة (2) مؤتمر الأمم المتحدة (36) مبادرة تمكين (3) مجتمع شامل (36) مدرب لغة الإشارة (37) مصر (12) منظمة الصحة العالمية (37) وزارة الشؤون الاجتماعية (2)