قُبلت أودري إيكمان كأول طالبة صمّاء، تستخدم لغة الإشارة الأمريكية، في كلية الطب بجامعة نيو مكسيكو، في إنجاز أكاديمي وطبي لافت، وهو الحدث الذي سيمهيد الطريق أمام الكثير من طلاب ومرضى ومقدمي رعاية صحية من ذوي الإعاقة.
تقول أودري التي بدأت تفقد سمعها تدريجيًا في سن السابعة، إنها نشأت في عالم “غير مصمم” للأشخاص الصم، لكنها بفضل دعم أسرتها وإصرارها تمكنت من تخطي الحواجز وتوظيف تجربتها في فتح أبواب التعليم والرعاية الصحية أمام مجتمعها.
وتؤكد: “غالبًا لا تتاح لنا الفرص لمتابعة التعليم العالي لأنه لا يكون مهيأً لنا، تعاون جامعة نيو مكسيكو معي وتوفير مترجمي لغة الإشارة في الفصول والعيادات ساعدني على النجاح”.وتشيد إيكمان بثقافة الشمول التي تتمتع بها الجامعة والتي مكنتها من تمثيل مجتمع الصم في مجال الطب، مؤكدة أن وجود أطباء وممرضين من ذوي الإعاقة يرفع جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى ذوي الإعاقة.
ورغم النجاحات ما تزال تواجه مفاهيم خاطئة عن الإعاقة، تتراوح بين اعتقاد البعض أنها لا تستطيع التحدث ووصولًا إلى تصور أن مقدم رعاية صحية من ذوي الإعاقة قد يشكل خطرًا على المرضى، لكنها ترد بحزم”لا أحد يعمل بجدية أكبر من الأطباء والممرضين ذوي الإعاقة، لضمان سلامة المرضى، لأنهم يعرفون حدود قدراتهم ويجيدون تجاوزها”.
وتتعامل إيكمان مع هذه المواقف كفرص للتوعية، قائلة: “أحرص على تحويلها إلى لحظات تعليمية وغالبًا ما يسعد الناس بمعرفة ما يمكن أن يفعله الأشخاص الصم بالفعل”.
وترى أن كونها صمّاء منحها ما تسميه “المكاسب الصمّاء” مثل التعاطف العميق مع المرضى ذوي الإعاقة والقدرة على الابتكار في بيئات غير مهيأة لهم، وهي صفات تراها ميزة كبيرة في مجال الطب سريع التطور، إلى جانب دراستها، ساهمت إيكمان في تطوير المناهج وإجراء أبحاث عن الإعاقة وإمكانية الوصول، وتخطط بعد التخرج لإكمال تدريبها في طب الأسرة والعمل في نيو مكسيكو لتقديم الرعاية للمرضى الصم وذوي الإعاقة الأخرى.
وتختم أودري حديثها بابتسامة قائلة:”كل يوم أعمل فيه مع مريض أصم وأتواصل معه مباشرة بلغتنا المشتركة أشعر أنه انتصار كبير للرعاية الصحية ولصحة الأشخاص ذوي الإعاقة”.