الهند – جسور- سماح ممدوح حسن
شكلت الهند لجان تفتيش، تتكون من أشخاص من ذوي الإعاقة، بدلاً من الفنيين أو المسؤولين الحكوميين، أوكلت لها مهمة إجراء تقييمات ميدانية شاملة، لمدى سهولة الوصول لـ 24 مستشفى حكوميًا، بمختلف مناطق ولاية مدهيا برديش.
وضمت فرق التقييم أفرادًا ذوي خبرة شخصية مباشرة مع الإعاقة، عملوا بالتعاون مع منظمة “سانجث” غير الحكومية، والبعثة الوطنية للصحة بولاية مدهيا برديش، إلى جانب مفوض الولاية لشؤون ذوي الإعاقة، وتم عرض نتائج التقييم يوم السبت خلال ورشة عمل موسعة، تناولت الجوانب المختلفة لإمكانية الوصول في تلك المستشفيات.
وأكد المنظمون أن عملية التدقيق تجاوزت مجرد القياسات الفنية والهندسية، لتشمل التجربة الشاملة للأشخاص ذوي الإعاقة عند استخدامهم مرافق المستشفيات.
نقص حاد ومشاكل هيكلية
كشف التقييم عن نواقص كبيرة، ومخاطر مباشرة تتعلق بالسلامة وسهولة الحركة:
- 96% من المستشفيات تفتقر إلى أنظمة التوجيه باللمس المخصصة لمساعدة المكفوفين وضعاف البصر.
- المنحدرات الموجودة غير مصممة بشكل صحيح أو غير آمنة للاستخدام.
- فقط أربع منشآت تحتوي على درابزين مزدوج الارتفاع تم تركيبه وفق المواصفات.
- المراحيض المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة في معظم المستشفيات غير صالحة للاستعمال، حيث وجدت مغلقة، أو تالفة، أو مستخدمة كمخازن.
مخاطر تتعلق بالسلامة العامة
إلى جانب العقبات الهيكلية، حذرت الفرق المشاركة من وجود مخاطر حقيقية على سلامة المرضى والزوار من ذوي الإعاقة، من بينها:
- مخارج طوارئ غير واضحة بشكل كافٍ أو غير قابلة للوصول.
- نقاط المياه غير متاحة لمستخدمي الكراسي المتحركة.
- أرضيات زلقة، منحدرات مسدودة، ولافتات توجيهية غير كافية، مما يعكس وجود استبعاد ممنهج لهذه الفئة.
عرض مباشر للنتائج وتعهد بالإصلاح
تم تقديم نتائج التقييم مباشرة إلى مهندسي إدارة الأشغال العامة، المسؤولين عن إنشاء وصيانة مباني المستشفيات الحكومية.
وخلال الورشة، أعلن المهندسون التزامهم الرسمي بأن يتم التعامل مع عناصر الوصول كمتطلبات أساسية لا يمكن تجاهلها في أي أعمال إنشائية أو تطويرية مستقبلية.
ذوو الإعاقة يتحولون من متلقين إلى صناع قرار
اللافت في هذه المبادرة هو التغيير الجذري في أدوار الأشخاص ذوي الإعاقة، فبعد أن كانوا مجرد مستفيدين من الخدمات، أصبحوا اليوم مشاركين رئيسيين في تصميم بيئات صحية أكثر شمولًا، وقادرين على قيادة التغيير بأنفسهم بدلًا من أن يقرر الآخرون عنهم.
وفي ختام الورشة، أكد مفوض الصحة بولاية مدهيا برديش ،تارون راتهي، أن تحقيق الوصول الكامل داخل المستشفيات أصبح أولوية قصوى، وقال: “أي فجوات تم تسليط الضوء عليها خلال هذا التقييم سيتم التعامل معها ومعالجتها بشكل فوري.”