Skip to content

لذوي الإعاقة.. مصاحف بلغة “برايل” وأماكن للصم وترجمة بلغة الإشارة في الحرمين

لذوي الإعاقة.. مصاحف بلغة “برايل” وأماكن للصم وترجمة بلغة الإشارة في الحرمين

السعودية – جسور- فاطمة الزهراء بدوي

قدمت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمينن، باقة متكاملة من الخدمات النوعية، لضيوف الرحمن، خاصًة كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة،  داخل المسجد النبوي، تضمن أداء العبادات بسهولة وأمان.

الهيئة وفّرت موقعًا مخصصًا للصم، يتيح لهم أداء الصلاة مع ترجمة فورية للخطبة بلغة الإشارة، كما جُهّز السطح الغربي من المسجد بباب خاص يحمل الرقم (6) ليكون منفذًا آمنًا وسهل الاستخدام لهذه الفئة.

كما وفرت للمكفوفين مصاحف بلغة برايل، ووزّعتها في أروقة المسجد، مما يعكس حرصها على دمجهم وتمكينهم من القراءة والتدبّر في أجواء روحانية ميسرة.

وتُعد العربات الكهربائية (جولف) من أبرز ما وفرته الهيئة لتسهيل حركة مرتادي المسجد من كبار السن وذوي الإعاقة، بالإضافة إلى كراسٍ متحركة تُعَار مجانًا عبر مخرجي (309) و(343)، وهو ما يتيح حرية التنقل داخل الساحات والأروقة دون أعباء لوجستية.

وفي سبيل تعزيز سهولة الوصول، جهزت الهيئة المنحدرات عند مختلف أبواب المسجد والمرافق المحيطة به، كما تم تصميم حوامل مخصصة لحافظات المياه بارتفاع مناسب لمستخدمي العربات، بهدف ضمان وصولهم لماء زمزم دون عوائق.

يضم المسجد النبوي اليوم (180) مصعدًا و(156) سلمًا كهربائيًا موزعة داخل المرافق والساحات، إضافة إلى (24) مصعدًا في قلب المسجد، لتيسير الانتقال بين الأدوار المختلفة دون جهد بدني. كما خصصت الهيئة (62) دورة مياه مجهزة بشكل كامل لتتناسب مع احتياجات كبار السن وذوي الإعاقة، تتوزع على الجانبين الرجالي والنسائي.

تُظهر هذه الجهود تكامل الرؤية والخدمات التي تقدمها الهيئة، والتي تستند إلى مبادئ العدالة والتيسير والشمول، فتجعل المسجد النبوي نموذجًا حيًا للتهيئة الهندسية واللوجستية التي تراعي تنوع الزائرين وظروفهم.

ولم تقتصر الجهود على الجانب الخدمي، حيث امتدت لتشمل الجوانب التوعوية واللغوية، حيث تسعى الهيئة لتطوير تجربة الفئات الخاصة من خلال تقديم الخدمات بلغة الإشارة، وتمكينهم من المشاركة الكاملة في الصلاة والخطبة، في رسالة واضحة بأن المسجد النبوي ليس فقط مزارًا روحيًا، بل أيضًا فضاءً رحبًا للدمج والاحتواء.

تجدر الإشارة إلى أن الهيئة تعمل على تحديث خططها وتوسيع نطاق خدماتها بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030، والتي تضع الإنسان في قلب التنمية، وتدعو إلى تعزيز جودة الحياة لجميع المواطنين والمقيمين والزائرين على حد سواء.

وتؤكد هذه الجهود أن العناية بكبار السن وذوي الإعاقة ليست مجرد واجب، بل فلسفة متكاملة تنبع من عمق القيم الإسلامية التي تحتضن الضعفاء وتكرم احتياجاتهم، وتفتح لهم أبواب العبادة دون مشقة أو حرمان.

المقالة السابقة
إيمان كريم.. امرأة ترفع لواء الدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة في مصر
المقالة التالية
أديبة العلي تهزم إعاقتها البصرية وتوثق بصوتها أشهر الأكلات الكويتية