«لمسة فن وإرادة».. فعالية لتعزز دمج ذوي الهمم في المشهد الثقافي السعودي

«لمسة فن وإرادة».. فعالية لتعزز دمج ذوي الهمم في المشهد الثقافي السعودي

المحرر: عبد الصبور بدر - السعودية
فعالية لمسة فن وإرادة

في المملكة العربية السعودية، دشّن نادي الراوي للفنون الثقافي حراكاً مجتمعياً نوعياً بافتتاح فعالية لمسة فن وإرادة. وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي لذوي الإعاقة. في خطوة تؤكد حضور الثقافة بوصفها جسراً حقيقياً للدمج الاجتماعي. كما تعكس توجهاً وطنياً واعياً نحو تمكين ذوي الهمم وإشراكهم في المشهد الإبداعي العام.

وجاءت الفعالية وسط حضور لافت من مثقفين وفنانين وإعلاميين ومهتمين بالشأن الثقافي. حيث حرص النادي، منذ اللحظة الأولى، على تقديم نموذج عملي للتكامل بين الفن والمسؤولية الاجتماعية. وكذلك تعزيز قيم التفاعل الإنساني بوصفها ركيزة أساسية في بناء مجتمع حيوي ومتنوع.

الثقافة بوابة الدمج المجتمعي

وفي هذا السياق، أكد رئيس مجلس إدارة نادي الراوي، محمد بوحميدة. أن النادي ينطلق من قناعة راسخة بأن التكامل بين المؤسسات الثقافية والتعليمية لم يعد خياراً ثانوياً. بل ضرورة حتمية تفرضها متطلبات المرحلة. وأوضح أن هذا التوجه ينسجم، بصورة مباشرة، مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 الرامية إلى صناعة مجتمع شامل يضع الإنسان في قلب التنمية.

وانطلاقاً من هذا التصور، أشار بوحميدة إلى أن فعالية لمسة فن وإرادة تمثل ترجمة عملية لرسالة النادي. إذ تفتح آفاق المشاركة أمام ذوي الهمم. وتمنحهم مساحة حقيقية للتعبير عن ذواتهم عبر الإبداع البصري. وأضاف أن النادي يسعى، من خلال هذه المبادرات، إلى نقل الفنون من دائرة النخبوية إلى فضاء التأثير المجتمعي الواسع، وبناء شراكات مستدامة تخدم الإنسان أولاً.

الفن كمنصة تمكين وإلهام

من جانبه، أوضح المستشار الثقافي للنادي، الدكتور يوسف البراهيم، أن الفعالية التي حملت شعار «بالفن نعبّر.. وبالإرادة نبدع» صُممت لتكون منصة انطلاق حقيقية. لا مجرد حدث عابر. وبيّن أن لمسة فن وإرادة تسلط الضوء على الطاقات الكامنة لدى ذوي الهمم. كما تنقل إبداعاتهم من دائرة الظل إلى فضاء الحضور والتأثير.

وفي أروقة المعرض، تنوعت الأعمال الفنية بين لوحات تشكيلية وتصاميم رقمية. عكست تجارب إنسانية عميقة. حملت رسائل أمل وتحدٍ واضحة. كما نجح المشاركون، من خلال تفاصيل دقيقة وألوان معبرة. من خلال جذب انتباه الحضور وإثارة نقاشات ثقافية حول مفهوم الإبداع وقدرته على تجاوز القيود.

وأكد البراهيم، في سياق متصل، أن مفهوم التمكين لدى النادي يتجاوز حدود العرض الفني. ليشمل بناء منظومة دعم متكاملة. تحتضن المواهب، وتنمّي مشاريعهم الإبداعية. وتحوّل الفن إلى أداة تغيير اجتماعي إيجابي. وفي الإطار ذاته، لفت المستشار التربوي للنادي، عمر المغربي، إلى الأثر النفسي والتربوي لهذه المبادرات. مشيراً إلى دورها في تعزيز الثقة بالنفس وبناء الشخصية.

واختُتمت الفعالية بأجواء تفاعلية. أكدت أن الإرادة الصلبة قادرة على تطويع الفن ليصبح لغة عالمية للتواصل وإثبات الذات. وأن لمسة فن وإرادة تمثل نموذجاً ملهماً لمبادرات ثقافية تصنع فرقاً حقيقياً، وتكرّس حضور ذوي الهمم شركاء فاعلين في التنمية الثقافية بالمملكة العربية السعودية.

المقالة السابقة
إعاقات متفرقة ومرض واحد.. رحلة اكتشاف «متلازمة آشر» المجهولة
المقالة التالية
الجمعية السعودية للإعاقة السمعية تشارك بسباقات فروسية الدمام لدعم الدمج