كشفت تقارير إعلامية حديثة عن معاناة آلاف الأسر في ولاية إلينوي الأمريكية من تأخيرات مزمنة في الحصول على خدمات برنامج “التدخل المبكر“، رغم أن هذه الخدمات تُعد مجانية ومصممة خصيصًا لدعم الأطفال من ذوي الإعاقات المتعلقة بالنمو، من خلال جلسات تخاطب وعلاج طبيعي وعلاج مهني.
في قلب هذه الأزمة، تقف الأم الأمريكية كارين آرتلي- هيث، التي رُزقت بثلاثة توائم وُلدوا في الأسبوع الخامس والعشرين من الحمل، وهم كيري وكيوندري وكيريل، قائلة إن أطفالها تأخروا في الزحف والجلوس والمشي، وهو ما توقّعه الأطباء بسبب ولادتهم المبكرة، لكن الأزمة تفاقمت بسبب تأخر الدولة في تقديم العلاج خلال سنوات الطفولة المبكرة.
تُظهر مقاطع الفيديو المصورة بدء الأطفال في تلقي العلاج في عمر 18 شهرًا، أي بعد مرور وقت حرج من مراحل النمو، واليوم بلغوا السادسة من عمرهم، وما زالوا في حاجة لدعم علاجي، لكنه يأتي من مصادر متنوعة، منها المدرسة والتأمين، وأحيانًا من دخل الأسرة الخاص.
بحسب محامي التربية الخاصة بيتر إيثرترون، هناك أكثر من ألفي طفل ينتظرون الحصول على خدمات التدخل المبكر في الولاية، وهو تأخير يخالف القانون الفيدرالي، الذي ينص على أن الخدمات يجب أن تُقدَّم خلال 30 يومًا من موافقة الأهل، إلا أن كثيرًا من الأسر لا تدرك هذا الحق، ويُقال لها إنها على قوائم الانتظار دون توضيح قانوني.
لتعويض هذا الغياب في التوعية، أطلق إيثرترون بالتعاون مع منظمة “إكويب فور إيكواليتي” Equip for Equality الحقوقية، وبدعم من مؤسسة “عائلات إلينوي للتدخل المبكر” التي تديرها كارين، عيادة قانونية مجانية تُعقد في مكتبة جولييت العامة يوم الإثنين المقبل من الخامسة حتى الثامنة مساءً، لتمكين الأهالي من معرفة حقوقهم وتقديم شكاوى رسمية ضد تقصير الدولة.
وأقرّت وزارة الخدمات الإنسانية في إلينوي بالمشكلة في تقرير صادر بنوفمبر 2024، مؤكدة أن التحديات الحالية ناتجة عن نقص الكوادر وتمويل غير كافٍ، مشيرة إلى حاجة البرنامج إلى استثمار سنوي إضافي لا يقل عن 168 مليون دولار لضمان فاعليته.
لكن بالنسبة لعائلة هيث، فهذه الميزانية جاءت متأخرة، الطفل يخرج من برنامج التدخل المبكر بمجرد بلوغه الثالثة، ما يعني أن آلاف الأطفال ضاعت عليهم فرصة ذهبية للنمو والتطور بشكل أفضل، بسبب تأخر إداري وضعف في النظام.
تأمل كارين أن يُحدث حديثها العلني تغييرًا حقيقيًا “أعتقد أن بإمكانهم تقديم ما هو أفضل بكثير”، تقول وهي تتابع جلسات العلاج المدفوعة التي يتلقاها أبناؤها اليوم، بعد انتهاء فترة الدعم المجاني.
وتسعى العائلات والجهات الحقوقية إلى أن يصبح الحق في التدخل المبكر مضمونًا وفعّالًا، وليس مجرد وعد نظري تصطدم الأسر بجدرانه الصامتة.