اتفقت مؤسسة Extant الرائدة في أعمال الفنانين ضعاف البصر بالمملكة المتحدة مع إدارة مسرح ZOO Playground الإنجليزي لتقديم عدة عروض في مهرجان إدنبرة “فرينج” تراعي فيها احتياجات الجمهور من المكفوفين، من بداية مرحلة التخطيط وليس كإضافة لاحقة، من أجل دمج ذوي الإعاقة البصرية في المشهد الفني.
المبادرة التي حملت شعار “إمكانية الوصول تبدأ من الفكرة” شملت ثلاثة عروض رئيسية هي”الأخت الكبرى الصغيرة” وعرض “أولاد البلدة الصغيرة” وعرض”أعتقد أنه يمكن أن ينجح” جميعها ضمن برنامج Enhance الذي تقدمه مؤسسة Extant وتضمنت العروض جولات لمسّ المسرح قبل بدء الأداء، وملاحظات تعريفية مباشرة أو وصف صوتي للعرض، إضافة إلى تدريب خاص للطاقم على التفاعل مع الجمهور من ذوي الإعاقة البصرية.
تجربة مختلفة للجمهور الكفيف
الصحفي الكفيف إيان هاميلتون الذي حضر عرض “الأخت الكبرى الصغيرة” وصف التجربة بأنها “مختلفة تمامًا” عن المعتاد، إذ أتاحت له الجولة قبل العرض التعرف على خشبة المسرح ولمس الأدوات واستيعاب تصميم المكان، ما مكّنه من متابعة العرض دون الحاجة للوصف الصوتي التقليدي. وأشاد بإعداد الطاقم وتدريبهم على الإرشاد، معتبرًا ذلك أمرًا نادر الحدوث في “فرينج”.
فلسفة التغيير من الداخل
أكدت ماريا أوشودي المديرة الفنية لمؤسسة Extant والمخرجة الكفيفة، أن الهدف هو إحداث تغيير دائم في طريقة التفكير، وأن إمكانية الوصول لا يجب أن تُضاف في النهاية بل تُبنى منذ البداية، بمجرد أن تعمل بهذه الطريقة لن تعود إلى الوراء.
وأشار جيمس ماكنزي المدير الفني لمسرح ZOO، إلى أن المبادرة تركز على تغيير المواقف لا البنية التحتية، موضحًا:”لا يمكننا تغيير المباني المؤقتة، لكن يمكننا تغيير أسلوب العمل وكسر الحواجز”.
عرض مستوحى من قصة شخصية
استوحت الكاتبة هولي جيفورد مقدمة عرض “الأخت الكبرى الصغيرة” العمل من علاقتها بشقيقها الأكبر باتريك الذي يعاني من الصمم والعمى والشلل الدماغي وإعاقات تعلم شديدة.
تقول هولي إن الهدف كان تقديم عرض يخاطب من يعيشون مع الإعاقة فعلًا، مؤكدة أن جعل العرض متاحًا لم يكن مكلفًا أو صعب التنفيذ بل “مجرد جهد إضافي ورغبة في التجربة”.
دعوة لتعميم التجربة
ختم هاميلتون تقريره بالتأكيد على أن ما قام به مسرح ZOO Playground لا يجب أن يكون استثناءً، مضيفًا:”إذا كان مسرح صغير قادرًا على تحقيق ذلك في أكبر مهرجان فني في العالم، فلا يوجد سبب يمنع الآخرين من القيام بالمثل”.