لم يكن مجيء الطفل عمرو هريدي إلى الحياة عاديًّا، كان والديه في انتظار طفلهما الأول سليما معافى، لكنه وُلد بإعاقة في كل أطرافه، وفي لحظة واحدة تحوّل الفرح إلى قلق، والاحتفالات إلى تساؤلات، لكن بدلًا من أن يستسلموا للخذلان، قررت الأسرة أن تكون له العكاز الذي يتكئ عليه مدى الحياة.
كبر عمرو بين يدين لا تعرفان اليأس، تعلم كيف يواجه المجتمع، وكيف يُحوِّل كل كلمة إحباط إلى خطوة جديدة نحو الهدف، لم يكن الأمر سهلًا، لكنه اختار أن يفتح الأبواب الموصدة لا أن ينتظرها تُفتح له.
عمرو هريدي يشغل الآن رئيس جمعية متميزون باختلاف، وُلد بإعاقة في يديه وساقيه، وبفضل أسرة داعمة آمنت به ودعمته طوال رحلته، استطاع أن يؤمن بنفسه، وأن تكون إعاقته رسالة ملهمة لكل من استسلم للعجز.

تخرج عمرو من كلية التجارة، وعمل في الوحدة المحلية بمحافظته مسؤولًا عن الأشخاص ذوي الإعاقة، ولكن لم تكن هذه هي الرسالة التي يبحث عنها، فاتجه إلى العمل مع منظمات المجتمع المدني باحثًا عن مكان يشعر فيه بأنه إنسان كامل الكرامة، عليه واجبات وحقوق.
مر الوقت واختمر الحلم في رأسه بأن يؤسس كيانًا يخدم ذوي الإعاقة، فأنشأ جمعية “متميزون باختلاف” بالتعاون مع المنتدي المصري للأشخاص ذوي الإعاقة لتكون مساحة آمنة، ومصدر دعم وتمكين لكل من عانوا مثله من نظرة الشفقة أو التنمر أو التهميش، وجاءت اللحظة الفارقة في حياته حين التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي في إحدى فعاليات “قادرون باختلاف”.
وفي حديثه لـ “جسور” يقول :”لقد عاش الأشخاص ذوي الإعاقة سنوات عديدة من التهميش، لكننا الآن نعيش العصر الذهبي لذوي الإعاقة في مصر، فقد كنا نتعرض للتنمر حتى في سياق الدراما، أما الآن فهناك لجنة فنية بالمجلس القومي لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة تُشرف على أي عمل درامي يمسنا، فضلًا عن الاستراتيجية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة التي حلمنا طويلا بصدورها.