مارك قسطنطين مؤسس الاتحاد اللبناني لرياضة الصم. استطاع أن يجعل والدته نجمة مهرجان «إضافة» 2025.عبر مقطع فيديو مسجل له. تم بثه أثناء لحظة تكريمه في المهرجان.
اللبناني الأصم مارك قسطنطين. لم يستطع حضور حفل تكريمه. وذلك بسبب سفره. فطلب من والدته أن تحضر بدلا منه لتسلم جائزته. في الحفل الذي أقيم بحي الشندغة. بدولة الإمارات العربية المتحدة. وهناك كانت المفاجأة تنتظر الحضور. وبالطبع قبلهم والدة مارك.
مقطع فيديو يغير مسار لحظة التكريم
أثناء صعود والدة مارك قسطنطين لتسلم الجائزة، تم بث مقطع الفيديو. الذي لم تكن تعرف عنه شيئا. وقال فيه كلمة مؤثرة عن دور والديه في دعمه، وخصوصا والدته. حتى يتخطى حواجز الإعاقة. وطلب فيه من إدارة مهرجان إضافة أن يكون التكريم لأمه وأبيه بدلا منه.
مارك قسطنطين استطاع تحويل لحظة التكريم إلى رسالة حب وامتنان لوالديه. لتبقى تلك اللحظة واحدة من أكثر محطات المهرجان تأثيرًا.

يقول مارك قسطنطين لـ «جسور»: مهرجان إضافة من أجمل وأرقى المبادرات الإنسانية التي شهدتها. ليس لأنه يكرم ذوي الإعاقة فقط. بل لأنه يسلط الضوء على البطولات الحقيقية. وعلى أشخاص تخطوا إعاقاتهم وتحدياتهم. ليصنعوا لأنفسهم مكانًا يليق بهم».
ويكمل: «منذ الدورة الماضية. لاحظت أن التكريمات كانت تذهب في الأغلب للمكفوفين. أو ذوي الإعاقات الحركية. أما الصم. فغالبًا ما يكون واحدًا وسط عشرات المكرمين. وفي العام الماضي كان المكرّم الأصم الوحيد هو الراقص والمصمم بيار جعجع. وفي هذا العام، كنت أنا الأصم الوحيد أيضًا. ورغم ذلك لا أرى في ذلك نقصًا. بل على العكس. أراه دافعًا أكبر للتعريف بمجتمع الصم وطاقاتهم».
ومن ناحية أخرى، يضيف مارك قسطنطين: «أسعد بالمشاركة في احتفالات تكريم ذوي الإعاقة. ومصر تهتم بهذا الملف. والدولة ترعى الكثير من الاحتفالات التي يحضرها رئيس الدولة. أهمها “قادرون باختلاف”. لكن في لبنان على النقيض. نفتقد لهذا الحضور الرسمي. لكننا على الجانب الآخر نملك محبة الناس وإحساسهم. وهذا يكفيني».
مارك قسطنطين مؤسس الاتحاد اللبناني لرياضة الصم
ويحكي مارك قسطنطين عن اختياره للجائزة. قائلاً:” اتصل بي مؤسس المهرجان، الإعلامي سام سعد. في الصيف الماضي. ليبلغني بالجائزة تكريمًا لإنجازاتي في رياضة الصم. فقد أسست الاتحاد اللبناني لرياضة الصم. وبفضل ذلك سجلت لبنان رسميًا في الاتحاد العالمي لرياضات الصم.

وكنت قائد منتخب لبنان لكرة السلة للصم. في بطولة العالم اليونان 2023.وحقق المنتخب وقتها فوزًا تاريخيًا على كينيا بثلاثية حاسمة. سجّلتها في الثواني الأخيرة. كما سجّل الاتحاد لاحقًا لبنان للمرة الأولى في تاريخها. في ديفليمبيكس الألعاب الأولمبية الخاصة بالصم. التي تحتفل هذا العام بمئويتها.
والدة مارك قسطنطين ولحظة أبكت الحضور
يحكي مارك عن لحظة تكريمه:” بسبب سفري إلى كندا، لم أتمكن من حضور الحفل.اتفقت مع فريق الإعداد أن تتسلم والدتي الجائزة نيابة عني. وجهزت مقطع فيديو دون علمها. طلبت عرضه بشكل مفاجئ أمام والدتي والحضور.
ويضيف: ظهرت على شاشة الاحتفال . قلت فيه:” أنا وإخوتي سام ومارك وكلنا صم، لم نكن لنصل إلى شيء لولا والديّ نديم وريفَا. لذلك أطلب منكم، شَطب اسمي من الجائزة. وكتابة اسمي والديّ بدلًا مني. هذه الجائزة لهما. وأطلب من الجميع التصفيق لهما”. نعم مقطع الفيديو كان مؤثرا وأبكى الحضور.

رسالة لأهل ذوي الإعاقة
وأضاف مارك:”كان من المهم بالنسبة لي أن تصل رسالتي للجميع. بأن تعب الأهل مع أبنائهم من ذوي الإعاقة لا يضيع. وأن مع كل دعم صادق يولد بطل. وأشعر بالفخر، لكن الشعور الأكبر هو الامتنان لأمي التي حملتني. وأخواي سنوات طويلة، ورفضت يومًا أن نستسلم. والامتنان لكل من يؤمن بالصمّ كطاقة لا كعجز”.
وأضاف مارك في ” أتمنى أن يصبح هذا التكريم خطوة جديدة نحو الاعتراف بحقنا في أن نكون جزءًا من العالم”.
وأضاف مارك: «كان من المهم بالنسبة لي أن تصل رسالتي للجميع. فبدايةً، أؤمن بأن تعب الأهل مع أبنائهم من ذوي الإعاقة لا يضيع. وعلاوة على ذلك.فإن مع كل دعم صادق يولد بطل. وبالتالي أشعر بالفخر. لكن الشعور الأكبر هو الامتنان لأمي التي حملتني أنا وأخواي سنوات طويلة. ورفضت يومًا أن نستسلم. ومن ثم يزداد امتناني لكل من يؤمن بالصمّ كطاقة لا كعجز».
وأضاف مارك: «أتمنى أن يصبح هذا التكريم خطوة جديدة نحو الاعتراف بحقنا في أن نكون جزءًا من العالم».


.png)


















































