Skip to content

مارلين سافيولا.. امرأة تحدت الشلل وقادت ثورة ذوي الإعاقة بأمريكا

مارلين سافيولا.. امرأة تحدت الشلل وقادت ثورة ذوي الإعاقة بأمريكا

المحرر: فاطمة الزهراء بدوي - الولايات المتحدة

عاشت مارلين سافيولا حياة تشبه المعجزة، وُلدت في مثل هذا اليوم 13 يوليو، في حي برونكس بمدينة نيويورك، وأُصيبت بمرض شلل الأطفال وهي في العاشرة، وبدلًا من أن تخضع للعزلة، حوّلت معاناتها إلى طاقة نضالية قادت بها واحدة من أشرس المعارك الحقوقية في تاريخ الإعاقة بالولايات المتحدة.

انطلقت رحلتها من مستشفى جولدووتر، حيث بدأت تُفاوض مسؤولي المستشفى على حقوق الشباب المعاقين في التعليم والاندماج، ولم تنتظر منحة أو دعوة، حيث شقت طريقها بنفسها إلى جامعة لونج آيلاند عام 1965، متحدية رأيًا رسميا اعتبر حالتها الجسدية “غير قابلة للتوظيف”.

في ذروة الحركات الاجتماعية ضد الحرب على فيتنام، التحمت مارلين بالتيارات النسوية وبدأت في تأسيس وعي جديد حول حقوق النساء ذوات الإعاقة، وتحولت شقتها الصغيرة في بروكلين إلى مقر غير رسمي لجمعية “ذوو الإعاقة في العمل”، ومن هناك خرجت نداءات رافضة للعزل الصحي والاجتماعي.

عُرفت بخطابها الصريح ومهاراتها السياسية، تولت إدارة مركز استقلال المعاقين بنيويورك بين 1983 و1998، حيث نجحت في تحويله إلى واحد من أهم مراكز الدفاع عن الإعاقة في أمريكا، وبعد ذلك التحقت بمنظمة “نظام رعاية الاستقلال” لتدير برنامجًا صحيًا للنساء ذوات الإعاقة الجسدية، وتوسع المشروع لاحقًا ليشمل خدمات الرعاية الأولية.

أطلقت مشروع “فحص سرطان الثدي” للنساء المعاقات، وهو الأول من نوعه في المدينة، البرنامج يعد كسرًا لحاجز طويل من التهميش واللامرئية في الخدمات الصحية.

على مدار سنوات، أدلت مارلين بشهادات أمام برلمان نيويورك، وتصدت للسياسات الصحية التي كانت تهمش الأشخاص المعاقين، كما دفعت وزارة الصحة إلى إخطار مقدمي الرعاية بضرورة الالتزام بالقوانين المتعلقة بإتاحة الخدمات.

في 2012، شاركت في إعداد تقرير “تحطيم الحواجز.. كسر الصمت”، الذي كشف عن فجوات عميقة في الرعاية الصحية المقدّمة للنساء ذوات الإعاقة، دفعت نتائجه مجلس مدينة نيويورك لعقد جلسات استماع، وتخصيص ميزانية لجعل بعض المستشفيات أكثر اتساعًا ومرونة.

قدمت نموذجًا نادرًا لقيادة مجتمعية لا تستند إلى الجسد، ولكن إلى الإيمان العميق بأن الكرامة حق، وأن من حق كل إنسان أيًا كانت حالته الجسدية أن يشارك في الحياة كاملةً، دون استثناء أو شفقة.

تركت العالم في نوفمبر 2019 عن عمر ناهز 74 عامًا.. قضت عمرها تفتح أبوابًا أُغلقت بوجه كل من جلس على كرسي متحرك، ووسّعت مفهوم الكرامة لتشمل كل مهمَّش ومنسي، كما جعلت من حق الوصول معركة أخلاقية، ومن الرعاية قضية وجود.. غادرت، لكن بصمتها ما زالت تدفع الأبواب الثقيلة نحو الانفتاح.

المقالة السابقة
مصر تسلم 20 عقد عمل لذوي القدرات الخاصة من أبناء القاهرة
المقالة التالية
الذكاء الاصطناعي يُمكن ذوي الإعاقة من قيادة السيارة بإشارات الدماغ