مايكروسوفت تجعل تقنيات الذكاء الاصطناعي أكثر شمولًا لذوي الإعاقة

تواصل شركة مايكروسوفت الأمريكية، جهودها الرامية إلى جعل تقنيات الذكاء الاصطناعي أكثر إنصافًا وشمولًا، من خلال تحسين دقة الصور التي تُنتجها أنظمتها للأشخاص ذوي الإعاقة، في خطوة جديدة تعكس التزام الشركة بالمسؤولية الأخلاقية والتمثيل الواقعي في المجال الرقمي.

وبحسب موقع Disability Scoop ، أعلنت الشركة عن إدخال تحسينات نوعية على آلية توليد الصور في منصّتيها: Bing Image Creator وM365 Copilot، لضمان تقديم تمثيلات أكثر واقعية وشمولية لأشخاص يعانون من حالات مثل القزامة، والعمى وضعف البصر واختلافات الأطراف.

تحديثات سابقة لصور ذوي التوحد وداون

وكانت الشركة بحسب الموقع قد نفذت في شهر مايو الماضي تحديثات مشابهة شملت تحسين صور الأشخاص من ذوي التوحّد ومتلازمة داون، وأكدت أن ردود الفعل على تلك الخطوة كانت «إيجابية إلى حد كبير»

وقالت جيني لاي-فلوري، نائبة رئيس مايكروسوفت والرئيسة التنفيذية لشؤون الإتاحة، في بيان رسمي:«إن أنظمة الذكاء الاصطناعي تمتلك إمكانات هائلة لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، لكنها قد تقع في أخطاء خطيرة عندما تعتمد على بيانات غير دقيقة أو تمثيلات غير واقعية».

وأوضحت لاي-فلوري أن العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي تُدرّب على بيانات متاحة للعامة عبر الإنترنت، ما يجعلها تتأثر بالصور النمطية السائدة عن الإعاقات.

هذا وقد أشارت جيني لاي-فلوري إلى أن النماذج السابقة التي طورتها مايكروسوفت كانت تُنتج صورًا لأشخاص من الأقزام يشبهون شخصيات خيالية، كما كانت تُظهر العمى في صورة شخص يرتدي عصابة على عينيه، في حين لم تكن قادرة على توليد صور تعبّر عن اختلافات الأطراف بشكل صحيح.

وأكدت أن الشركة تعاونت مع أشخاص من ذوي الإعاقة وخبراء في مجالات التمثيل الاجتماعي والتقني لتدريب النماذج على إنتاج صور أكثر دقة وواقعية، بما يعكس التنوع الإنساني بشكل محترم ومسؤول.

وأضافت:«حين يكون تمثيل الإعاقة غائبًا أو مشوَّهًا، فإنه قد يعزز الصور النمطية السلبية ويُضعف الوعي المجتمعي، مما يرسّخ الوصمة ويشوّه التجارب الإنسانية الحقيقية. لذلك فإن تطوير الذكاء الاصطناعي ليُنتج صورًا دقيقة ومحترمة يُعد خطوة مهمة نحو تمكين الجميع من رؤية أنفسهم ممثلين بصدق على الشاشة»

دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل الوعي المجتمعي

ويأتي هذا التوجه من مايكروسوفت في ظل تزايد النقاش العالمي حول دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل الوعي المجتمعي تجاه فئات مختلفة، خاصة الأشخاص ذوي الإعاقة.

فقد أثارت تقارير إعلامية صدرت في وقت سابق من هذا العام قلقًا واسعًا، بعد أن تم رصد انتشار حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أنشأتها أنظمة الذكاء الاصطناعي، كانت تنتحل شخصيات لأشخاص من ذوي متلازمة داون، وهو ما اعتُبر مثالًا واضحًا على مخاطر الاستخدام غير المنضبط لهذه التقنيات.

وتسعى مايكروسوفت، من خلال هذه المبادرات، إلى إعادة بناء الثقة في الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة قادرة على دعم الشمول والتمثيل العادل، لا تعزيز التحيزات أو تشويه الحقائق.

وترى الشركة أن الاستثمار في التدريب الأخلاقي لنماذج الذكاء الاصطناعي، وتطوير المحتوى المعتمد على تجارب واقعية، يمثل الطريق الأمثل نحو بناء مستقبل رقمي أكثر عدالة وإنسانية.

وتؤكد مايكروسوفت أن الذكاء الاصطناعي لن يكون أداة فعالة إلا إذا عكس التنوع البشري بكل أبعاده، ودعم قيم الاحترام، والعدالة، والمساواة، التي تُعد أساسًا لتحقيق تطور تكنولوجي يخدم الإنسان أولًا.