رغم الدمار الكبير الذي لحق بمخيم صيفي مخصص للأطفال من ذوي الإعاقة وسط تكساس، بعد الفيضانات العنيفة التي اجتاحت الولاية، نجح المخيم في فتح أبوابه في موعده المحدد هذا الصيف بفضل جهود متطوعين اثنين وحشد جماهيري ضخم استجاب لندائهما.
شهد المخيم دمارًا شبه كامل في ضفافه ومناطقه المنخفضة، فيما ظلت منشآته الأساسية في المناطق المرتفعة آمنة نسبيًا، بحسب مدير المنشآت كين كايزر.
ورغم أن “راستي بورلاند”صاحب شركة تنسيق حدائق في أوستن و”كورد شيفليت” وكيل عقارات ومؤثر رقمي من نفس المدينة ولم يلتقيا من قبل، إلا أن رغبتهما المشتركة في تقديم يد العون بعد كارثة الرابع من يوليو جمعت بينهما. في وقت كانت فيه الولاية تواجه حصيلة وفيات تجاوزت 134 شخصًا وما لا يقل عن 101 مفقود، نتيجة أمطار غزيرة رفعت منسوب نهر جوادالوبي ب26 قدمًا خلال أقل من ساعة.
بدأ الرجلان معًا بجمع المعلومات عن المواقع المتضررة إلى أن سمعا عن مخيم “CAMP” دون معرفة كاملة بطبيعته. لكن ما إن وصلا إليه حتى أدركا عمق تأثيره الإنساني، قال شيفليت متأثرًا “هذا المكان مذهل. جعلني أشعر بعاطفة لا يمكن وصفها” وأضاف”كنت أعلم أنني إن طلبت من الناس المساعدة فسيأتون. وهذا ما حدث بالفعل”.
في التاسع من يوليو توقعا وصول 100 متطوع لكن أكثر من 275 شخصًا حضروا، في اليوم التالي تجاوز العدد 300 وفي اليوم الثالث فاق 500، وباليوم الرابع قدروا عدد المتطوعين بأكثر من 1000.
كان الهدف واضحًا تنظيف المخيم وإعداده لاستقبال الأطفال بعد تسعة أيام فقط من الكارثة. وبينما تم العثور على ضحايا في المنطقة سارت عملية التنظيف بحذر شديد. تمركز 30 شخصًا حول كل حفّار للتأكد من خلوّ الأنقاض من أي جثث، قبل تحويلها إلى كومة للحرق، استفاد شيفليت من منصاته على مواقع التواصل لجمع التبرعات وتجنيد المتطوعين. بينما تولى بورلاند إدارة العمليات ميدانيًا مستفيدًا من خبرته السابقة في جهود الإغاثة بعد إعصاري “هارفي و بيل”.
وبينما كانت الأيام الأربعة مرهقة بدنيًا وعاطفيًا إلا أن نتائجها كانت مذهلة. ففي الثالث عشر من يوليو، فتحت أبواب المخيم مرة أخرى، تقول المديرة التنفيذية للمخيم سوزان أوزبورن”أردنا طمأنة الأهل أن الجميع بخير، توقعت انسحابات لكن الثقة غلبت التردد وعاد الأطفال”، وأضافت”الأطفال يحبون ما نقدمه. صيد الأسماك وركوب الخيل والسباحة والتجديف. كلها لحظات تصنع الفرح والذكريات”.
بالنسبة لبورلاند وشيفليت كانت التجربة نقطة تحول شخصية “شعرت أنني تغيرت”قال شيفليت. “في عالم يزداد فيه الانقسام أعادت لي هذه التجربة الإيمان بالبشر، جاءنا متطوعون من مينيسوتا وأريزونا وفلوريدا وألاباما، وحتى من المكسيك. كانت تجربة مفعمة بالأمل”.
واختتم بورلاند بقوله”ذهبت فقط كمتطوع. لم أتخيل أننا سنعيد البناء. لقد كان الأمر أشبه بيوم زفافي من حيث المشاعر الجياشة”.