الولايات المتحدة – جسور
حصد مجلس نيفادا لحالات الإعاقة التنموية سبع جوائز إيمي عن فيلمه الوثائقي عالمنا بكلماتنا “Our World in Our Words”، خلال حفل توزيع الجوائز بمدينة سان دييغو San Diego، والفيلم الذي أنتج بالتعاون مع شركتي “ماونتن دوج” و”تانغلوود”، يسلط الضوء على قصص أربع نساء يعشن تجارب مختلفة مع الإعاقة.
تقول دورا أوتشيل-مارتينيز Dora Uchel-Martinez، وهي واحدة من المشارِكات في الوثائقي، إنها لا ترى الوجوه، لكنها تستخدم قارئ الشاشة في هاتفها الذكي لتشارك في الاجتماعات التشريعية، مدافعة عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مضيفة: “غالبًا ما يتحدث الآخرون نيابة عنا، بينما نحتاج فقط لمنصة ننقل من خلالها صوتنا الحقيقي”.
استغرق الوثائقي سبع سنوات من العمل المتواصل، وبدأ كأربعة أفلام قصيرة منفصلة ثم اندمجت في سرد موحد يعرض واقع ذوي الإعاقات الذهنية والتنموية، ونال العمل تقدير الأكاديمية الوطنية لفنون التلفزيون والعلوم في فرعها بجنوب غرب المحيط الهادئ، كما فاز بجوائز ضمن فئات متعددة أبرزها: “التنوع والإنصاف والشمول – محتوى قصير أو طويل المدى”.
أشارت كاثرين نيلسن Catherine Nielsen، المديرة التنفيذية للمجلس، إلى أن الفيلم يمثل انعكاسًا صادقًا لفكرة “لا تتحدثوا عنا بدوننا”، موضحة أن الهدف الأساسي من العمل هو تمكين النساء المشاركات في الفيلم من رواية قصصهن بأنفسهن، بعيدًا عن التفسير من منظور خارجي.
من بين القصص التي وردت في الفيلم، تبرز قصة أليكسيس جونز من مدينة هندرسون، التي فقدت سمعها وهي في الرابعة من عمرها، وتحكي عن تجربتها الأولى في سماع الأصوات باستخدام القوالب السمعية، أما سانتا بيريز من لاس فيغاس، فهي امرأة مصابة بالشلل الدماغي تستخدم شفرات مورس والتقنيات المساعدة في حياتها اليومية، وتظهر أيضًا سيندي سوانسون من مدينة بولدر، التي فقدت بصرها في عمر الحادية والأربعين وتستخدم أدوات ملموسة للطبخ وأجهزة ناطقة للكتابة.
أليكسيس، التي كانت تحلم بالانضمام إلى المنتخب الأمريكي لكرة القدم للصُم، تم قبولها مؤخرًا في الفريق بعد تخرجها من المدرسة الثانوية، مما يعكس الأثر الواقعي للفيلم في تحفيز الطموح الفردي.
ويعمل المجلس، الذي يعد أحد 56 هيئة مشابهة منتشرة في الولايات الأمريكية، على دعم الأسر والأفراد في قضايا السياسة العامة والحقوق، وخلال السنوات الأخيرة، أجرى المجلس سلسلة من اللقاءات المجتمعية بمشاركة 191 شخصًا، بينهم 35 من ذوي الإعاقة؛ بهدف إعداد خطة خماسية تستند إلى أولويات حقيقية.
شملت أبرز مطالب المجلس خلال الدورة التشريعية لعام 2025 تحسين أنظمة الوصاية، والسماح بتركيب الكاميرات داخل المرافق وغرف الأفراد لحمايتهم من الانتهاكات، بالإضافة إلى تفعيل قانون الأجور لمقدمي الرعاية الأسرية بحلول 2028.
جرى عرض الفيلم في عدد من الجامعات والمدارس الابتدائية، وتلقى ردود فعل إيجابية، وأكدت نيلسن أن الهدف القادم هو إنتاج عمل مخصص للأطفال، يُبسط مفاهيم الإعاقة، ويعزز قيم التقبل والانفتاح منذ الصغر.
بالنسبة لفريق العمل، فإن الفوز بالجوائز لم يكن سوى بداية، حيث تقول نيلسن: “الجوائز أعطتنا دفعة، لكن هدفنا الحقيقي هو بناء مجتمع يقدّر التنوع ويحتضن جميع أفراده بكرامة ومساواة”.