«محبط وحزين».. جامعة سوهاج ترفض قيدَ باحث كفيف لدرجة الدكتوراه

رفضت جامعة سوهاج قيدَ الباحث الكفيف محمد أبو طالب، للتسجيل في درجة الدكتوراه بكلية التربية، رغم حصوله على الماجستير في التخصص نفسه بتقدير ممتاز.

ورغم تقديمه خطاب من جهة عمله يفيد حسن السير والسلوك، وشهادات حضور مناقشات علمية عديدة، وأكثر من 30 شهادة تدريب من داخل مصر وخارجها، إلى جانب المستندات والشهادات والخبرات العلمية والعملية التي تؤهله لمواصلة البحث العلمي، حسب وصفه.

الباحث محمد أبو طالب، والذي يعمل مدربا للكمبيوتر والتقنيات المساعدة فى جامعة سوهاج، يؤكد لـ “جسور” أن قصته مع التعليم لم تكن سهلة منذ البداية، خصوصا وأنه كفيف، لكنه استطاع أن يتجاوز الصعوبات ويكمل الليسانس ثم الدبلومات، فالماجستير، معتمدا على نفسه وحرصه على مواصلة مسيرته العلمية.

يؤكد:” تقدمت للدكتوراه في شهر أغسطس الماضي إلكترونيا وبعدها جهزت ملفي به كل أوراقي وشهاداتي وسلمته في الجامعة، وبعدها تم تحديد موعد اختبار لقبول الدكتوراه، وفق معايير من ضمنها اختبار تحريري ومقابلة شخصية، وفي نهاية سبتمبر تم إخباري بموعد الاختبار ليكون يوم 5 أكتوبر، وفي الثاني من أكتوبر  تم اخباري بتقديم الموعد ليوم 4 أكتوبر.

ما سبب رفض قيد باحث كفيف في سوهاج؟

ويقول الباحث “أنا مش بتاع مشاكل، وعارف إن كلامي مش هيجيب نتيجة،  ووارد يتم إيذائي عشان بأتكلم وبقول على اللي بيحصل معايا،  لكن أنا تعبت واستنفدت طاقتي، وحزين ومحبط، ورغم كونى أعمى لكنى اجتهدت وحصلت على الماجستير، ليه يحصل معايا كده، هل لأنى تجرأت، وطلبت التعيين مدرس مساعد؟.

ويضيف: طلبت أقابل رئيس الجامعة الدكتور حسان النعماني  لكن ما أمكنش لارتباطاته ومشاغله، وكمان حابب أقول إن الاختبار التحريري إضافة إلى أنه لم يجر في موعده، لم يكن له مادة علمية محددة يمكن الرجوع ليها، خصوصا وأن مجال تكنولوجيا التعليم واسع ومتجدد بشكل كبير، ولم يؤدِّه معي سوى متقدم تاني ظهر فقط في المقابلة بعد نهاية نصف وقت اللجنة تقريبًا، وده أمر أثار عندي تساؤلات حول إجراءات التقييم والعدالة”.

رفض قيد باحث كفيف أنجز الماجستير في وقت قياسي

يكمل أبوطالب: أنجزت رسالة الماجستير في وقت قياسي مقارنة بعدد من زملائي المبصرين، وهو ما اعتبره دليلًا على جديتي وقدرتي على البحث والعمل الأكاديمي، لكن الصدمة عندما علمت بعدم قبولي، ودون معرفة مبررات رسمية واضحة من إدارة الدراسات العليا.

تواصلت مع الجامعة لمعرفة أسباب الرفض، لكني لم أحصل على إجابة محددة، الطريف أنني وجدت منشورًا على موقع الكلية يتضمن القواعد والمعايير الخاصة بالقبول هذا العام، فقررت مراجعتها بندًا بندًا لمعرفة مدى انطباقها علي.

وبحسب ما ذكره الباحث محمد أبوطالب، فإن المعايير تشمل درجات محددة لمتوسط تقدير مرحلة الليسانس والدبلومات، وتقدير الماجستير، والاختبار التحريري، والمقابلة الشخصية، وخطاب التزكية، والشهادات والدورات التدريبية، وشهادة الخبرة.

وقال إنه حاول تقدير درجاته وفق اجتهاده، وبشكل منطقي، فاعتبر لنفسه درجات متوسطة أو نصف الدرجة في بنود الاختبار والمقابلة الشخصية على الرغم من تحفظاته عليهما، بينما قيّم شهاداته وخبراته ومؤهلاته بما يراه مناسبًا، ليكون مجموع ما حصل عليه وفق هذا التقدير 83% من إجمالي الدرجات المعتمدة، وحتى إذا افترض حصوله على صفر في الاختبار والمقابلة فإنه سيحصل على 68%، وهي نسبة كافية لإعطائه فرصة القيد.

بعد رفض قيد باحث كفيف لدرجة الدكتوراه.. كنت انتظر الدعم

يضيف أبو طالب: كنت أتمنى الدعم والمساندة والتشجيع على مواصلة البحث وتحصيل العلم، لكن ما حدث أصابني بالحزن، لأن النتيجة جاءت دون تفسير واضح أو تقديم مبررات رفض مقبولة ومنطقية، وأنا أتساءل، هل جاءت لاعتبارات أكاديمية أم بسبب أمور أخرى، لم يسمها..

ويؤكد الباحث السوهاجي أنه تقدم لرئيس الجامعة الدكتور حسان النعماني، بطلب للموافقة على استثنائه للقيد بالدكتوراه، ولا يزال في انتظار الرد الرسمي، خصوصا وأنه حصل على استثناء سابق للقيد في مرحلة الماجستير عام 2022 بقرار من النعماني نفسه، مؤكدا أنه لم ينس له فضله بعد الله.