في شوارع كوريا الجنوبية يمكن أن تتحوّل رحلة تبدو روتينية إلى محطة وقود إلى تجربة صعبة جدًا، بالنسبة لعشرات الآلاف من السائقين ذوي الإعاقة، كل ذلك بسبب الطريقة التي صُمم بها النظام.
قال كيم هاك-جين، لاعب تنس الطاولة البارالمبي السابق والذي شارك في دورة باريس 2024: «لاستخدام محطة وقود ذاتية الخدمة، عليّ أولًا البحث عن رقم الهاتف، والاتصال، وشرح وضعي، وطلب المساعدة، إذا كان هناك أحد ينتظر خلفي، أشعر بالضغط، الأمر مزعج جدًا».
يتجنب كيم محطات الخدمة الذاتية كلما أمكن. وبصفته مستخدمًا للكراسي المتحركة، فإن ضخ الوقود بمفرده يتطلب منه خطوات إضافية كثيرة، يجب أولًا أن يخرج من السيارة وينتقل إلى كرسيه المتحرك، وحتى بعد ذلك، قد يصعب الوصول إلى شاشة اللمس لأنها غالبًا مرتفعة جدًا.
وقال كيم: «أحاول الذهاب إلى محطات يوجد بها موظفون، حتى لو كلفني ذلك قليلاً. ولكن في الوقت الحالي، أصبح العثور على مثل هذه المحطات صعبًا لأن معظمها ذاتية الخدمة».
تعكس تجربة كيم مشكلة أوسع للسائقين من ذوي الإعاقة — وهي قضية دخلت دائرة الضوء بعد أن نشر المغني كانغ وون-راي منشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا.
كتب كانغ على فيسبوك في 12 أكتوبر أنه عندما طلب في إحدى المحطات ذاتية الخدمة المساعدة، قيل له: «في محطات الخدمة الذاتية، على السائقين ضخ الوقود بأنفسهم».
وأضاف الموظف: «هذا ينطبق على الجميع. إنها القاعدة»، كما سلط يوتيوبر بارك وي، الذي يستخدم الكرسي المتحرك، الضوء على المشكلة في أحد مقاطع الفيديو الخاصة به، موضحًا أن «شاشة الدفع مرتفعة جدًا لمستخدمي الكراسي المتحركة».
وبحسب بيانات الشرطة الوطنية الكورية، بلغ عدد السائقين المرخص لهم من ذوي الإعاقة 150,298 شخصًا في 2019.
بالنسبة للكثيرين منهم، القيادة أمر ضروري لتأمين سبل العيش والروتين اليومي، نظرًا لخيارات النقل العام المحدودة.
لكن عملية التزود بالوقود يمكن أن تكون عقبة من البداية. وفقًا لنظام معلومات الأسعار التابع لشركة كوريا الوطنية للنفط «أوبينت»، فإن 59.3% من 10,465 محطة وقود على مستوى البلاد — أي 6,206 محطات — أصبحت ذاتية الخدمة.
كما أن عددًا متزايدًا من محطات شحن السيارات الكهربائية أصبحت بلا موظفين، بينما أصبحت الخيارات الذاتية شائعة بسبب ارتفاع تكاليف العمالة ودفع الشركات نحو الكفاءة التشغيلية، فقد جعلت الوصول صعبًا جدًا للعملاء الذين يحتاجون إلى المساعدة أو يفضلونها.
حتى الآن، لا توجد معايير قانونية أو التزامات لتسهيل وصول ذوي الإعاقة إلى المحطات ذاتية الخدمة، تقوم بعض شركات النفط بحملات تطوعية، ولكن لا يوجد دعم منهجي أو إلزامي.
قال مسؤول في وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: «هناك العديد من الدعوات لتحسين سهولة استخدام محطات الخدمة الذاتية وشحن السيارات الكهربائية لذوي الإعاقة، ولكن نظرًا لعدم وجود لوائح ذات صلة، نحن لا نزال نحاول إيجاد حلول، ونخطط للقاء جمعية محطات الوقود قريبًا لمناقشة التحسينات المحتملة».
في يونيو، أصبحت مدينة يونغين أول مدينة في البلاد تقدم نظامًا في المحطات ذاتية الخدمة يسمح للسائقين بمسح رمز QR لاستدعاء موظف للمساعدة، من بين 131 محطة ذاتية الخدمة في المدينة، وافقت 52 محطة على المشاركة.
قال مسؤول في مدينة يونغين: «حوالي 70% من المحطات في المدينة ذاتية الخدمة، لذلك كانت الصعوبة للسائقين من ذوي الإعاقة كبيرة.
وقال ليم سونغ-سو، الذي يدير إحدى المحطات المشاركة: «قبل نظام رمز QR، كنا نضطر إلى تدوين أرقام لوحات السيارات لعملائنا من ذوي الإعاقة المعتادين حتى نتمكن من الخروج ومساعدتهم. لم يكن ذلك مثاليًا».
وأضاف: «النظام الجديد مفيد ليس فقط للأشخاص ذوي الإعاقة، بل للسائقين الآخرين الذين قد يحتاجون إلى المساعدة أيضًا».
وقالت بروفيسورة الرفاه الاجتماعي، جون جي-هاي، من جامعة إنتشون الوطنية: «يجب أن تتجاوز سياسة الدولة حول الوصول الميسر مجرد توسيع أماكن وقوف السيارات أو تقديم تخفيضات على الرسوم، يجب على الدولة معالجة الحواجز المادية والسلوكية على حد سواء عند تصميم سياسات الوصول».