يقدم الممثل والمخرج البريطاني أندرو كوتينج فيلمه الوثائقي المميز The Memory Blocks، الذي يسلط الضوء على تجربة ابنته إيدن المصابة بمتلازمة جوبرت، وهي اضطراب جيني نادر يؤثر على الدماغ، وخصوصًا منطقة المخيخ التي تتحكم في الحركة والتوازن، ضمن إطار فني يرفض القواعد التقليدية للرصد السريري ويمنح ذوي الإعاقة مساحة للتعبير عن ذاتهم.
يشارك في الفيلم مجموعة من الممثلين من ذوي صعوبات التعلم والتطور، حيث يعملون على إنتاج “كتل ذاكرة” باستخدام أدوات وطابعات ثلاثية الأبعاد. هذه الكتل المجوفة تمثل رموزًا للذاكرة. ثم يتخيلون أن هذه الكتل تعيدهم إلى ذكريات سعيدة وتثير وعيهم، في مشهد يعكس أهمية الإدماج والتمكين من خلال الفن.
تظهر إيدن وهي تمشي في مساحات طبيعية شاسعة بمفردها أو مع زملائها، مرتدية فستانًا أزرق يشبه فساتين أليس في بلاد العجائب، ما يربط تجربتها بفكرة الرحلة والبحث عن الذات في إطار يعكس قدرة ذوي الإعاقة على التعبير عن هويتهم وتجاربهم الخاصة.
الفيلم يمنح المشاهدين فرصة نادرة لرؤية العالم من منظور شخص يعيش مع اضطراب نمائي، مؤكدًا أن الهدف ليس مجرد فهم ما يشعرون به بل خلق مساحة حقيقية للتعبير والإبداع وإظهار قدراتهم وإسهاماتهم في المجتمع.
من خلال دمج الإبداع الفني بالوعي الاجتماعي. يبرز The Memory Blocks أهمية الفن كأداة تمكينية لذوي الإعاقة ويسلط الضوء على قيم المشاركة والاستقلالية وتعزيز الثقة بالنفس.