اختار الكابتن أحمد ناجي أن يربط مسيرته الرياضية بعالم مختلف مليء بالتحديات والإنجازات، عام 2009، حيث تولى تدريب منتخب الكويت لكرة قدم الصالات لفئة الصم تحت 16 سنة، ثم عمل مساعدًا لمدرب الفريق الأول.
وبجانب كونه مدربًا، فهو مترجم لغة إشارة محترف، استطاع أن يبني جسورًا من الثقة والتواصل مع لاعبيه، ليقودهم إلى بطولات عالمية وأولمبياد دولية.
في هذا الحوار الخاص، يكشف الكابتن ناجي لـ” جسور ” عن رحلته مع تدريب فرق الصم، أبرز الصعوبات، والإنجازات، ورؤيته لتطوير هذه الرياضة في الكويت.
– كيف بدأت رحلتك مع تدريب فرق الصم في الكويت؟
بدأت رحلتي عام 2009 مع منتخب الكويت للصم الشباب تحت 16 سنة لكرة قدم الصالات، وما زلت مستمرًا حتى الآن، كما أنني أشغل منصب المدرب المساعد للفريق الأول لكرة قدم الصالات لمنتخب الكويت للصم.
– ما الذي دفعك لاختيار العمل مع اللاعبين الصم تحديدًا؟
الدافع الأساسي هو أنني أعشق العمل مع أبطال الصم، وأنا متخصص في هذا المجال، بجانب التدريب، أعمل كمترجم لغة إشارة محترف، وهذا جعل التواصل معهم أسهل وأقرب.
– كيف كان شعورك في أول تجربة تدريبية معهم؟
كان شعورًا رائعًا للغاية، لأنهم ببساطة مثل أي رياضيين آخرين، والفرق فقط هو طريقة التواصل، عندما تشرح لهم التمرين بلغة الإشارة، تراهم في قمة السعادة، ويطبقون التمرين بدقة عالية بمجرد أن تصلهم المعلومة بالطريقة الصحيحة.
– ما أبرز الصعوبات التي واجهتك في البداية؟
أبرز الصعوبات كانت أن اللاعب الصم يعتمد كليًا على لغة الإشارة، والنظر، وقراءة الشفاه. وهناك مصطلحات ليس لها إشارة محددة، فيكون البديل هو التطبيق العملي للمهارة أمامهم. مع الوقت أصبح التواصل أكثر سلاسة.
- كيف تتعامل مع تحدي التواصل داخل الملعب؟
أعتمد بشكل كامل على لغة الإشارة، والإيماءات الجسدية، بالإضافة إلى الحركات العملية أثناء التدريب. هذا يختصر الكثير من الشرح النظري.
- ما أبرز الإنجازات التي حققتها مع فرق منتخب الصم لكرة القدم؟
عام 2010 حصلنا علي المركز الثاني والميدالية الفضية في بطولة العالم للشباب تحت 16 سنة في سلوفاكيا، عام 2012 حصلنا علي المركز الأول وكأس البطولة العالمية للشباب في سلوفاكيا، في عام 2023 حصلنا علي المركز الثاني والميدالية الفضية الآسيوية مع الفريق الأول في بطولة آسيا والمحيط الهادئ لرياضة الصم، والمركز الخامس في كأس العالم بالصالة في البرازيل، مع التأهل لأولمبياد تركيا 2024.
عام 2025 حصلنا علي المركز الثامن في كأس العالم بإيطاليا مع الفريق الأول، والتأهل لأولمبياد الصم الشتوية في فيينا 2027. بالإضافة إلى العديد من البطولات المحلية داخل الكويت.
- هل ترى أن اللاعبين الصم يمتلكون قدرات رياضية تضاهي أقرانهم الأصحاء؟
بالتأكيد، اللاعبون الصم مثلهم مثل أي رياضيين أصحاء، لكن الفرق أن تواصلهم يعتمد على الإشارة. لديهم عزيمة ومواهب قد تفوق الأصحاء أحيانًا.
- ما حجم الدعم الذي تقدمه الدولة والاتحادات الرياضية في الكويت؟
الدولة تقدم الدعم الكامل، سواء من خلال نادي الصم أو عبر المعسكرات التدريبية قبل كل بطولة دولية، كما يتم تكريم الأبطال عند تحقيق البطولات.
- هل هناك اهتمام إعلامي كافٍ برياضات الصم؟
للأسف، الاهتمام الإعلامي يكاد يكون منعدم. وهذا أكثر ما يحزن اللاعبين، لأن الإعلام لا يسلط الضوء بشكل كافٍ على أبطال الصم رغم إنجازاتهم.
- كيف ترى مستوى الوعي المجتمعي في الكويت تجاه دمج الرياضيين الصم؟
هناك وعي كبير جدًا في الكويت على سبيل المثال، يشارك منتخب الصم في دوري الوزارات والهيئات الحكومية بجانب الأصحاء، وهناك جهود ملموسة لدمجهم في المدارس والأنشطة المختلفة.
- ما خططك لتطوير أداء الفرق في المرحلة المقبلة؟
لدينا خطط تطويرية عديدة بدعم من رئيس مجلس إدارة النادي الكويتي الرياضي للصم، السيد أنور منيف الحربي، وتحت إشراف المدير الفني الكابتن فلاح دبشة وبقية المدربين. القادم سيكون أفضل بإذن الله.
- ما الرسالة التي تود توجيهها للجهات الرسمية والرياضية؟
رسالتي لهم أن يدركوا أن هؤلاء الأبطال يمتلكون طاقات ومواهب كبيرة، تفوق الأصحاء في كثير من الأحيان. بالاهتمام والدعم والرعاية يمكن أن نصنع مزيدًا من الإنجازات.
- ما رسالتك للشباب من ذوي الإعاقة السمعية الراغبين في دخول المجال الرياضي؟
أقول لهم إن المجال مفتوح أمامكم، وهناك العديد من البطولات المحلية والدولية والأولمبياد، تستطيعون التفوق بالجهد والعرق والالتزام بالتدريب، لا شيء يقف أمام الإرادة.