أصبحت ليانج يي الإعلامية الصينية البارزة، أول مذيعة صينية تستخدم الكرسي المتحرك في الصين. بعد أن فقدت القدرة على المشي بسبب إصابة نادرة في النخاع الشوكي.
تُمثل قصة ليانج نموذجًا حقيقيًا للإصرار والمثابرة. وتجسد كيف يمكن التغلب على التحديات الجسدية والمهنية للوصول إلى النجاح والتأثير المجتمعي.
ولدت ليانج في مقاطعة هونان عام 1979. وانطلقت في عالم الإعلام عام 2001 عبر قناة Hunan TV،. واحدة من أكثر القنوات التلفزيونية شعبية في الصين.
لكنها تعرضت لتحدٍ مفاجئ بعد أربعة أشهر فقط من عملها. عندما فقدت وعيها أثناء التحضير لأحد البرامج. وبعد الفحوصات،.تم تشخيصها بـ تشوه وعائي خلقي في النخاع الشوكي. أدى إلى تمزق الأوعية وضغط على الجهاز العصبي، مما تسبب في شللها من الصدر. إلى الأسفل، بينما استعادت شعورًا جزئيًا في أطرافها العليا بعد الجراحة.

تحوّل اليأس والغضب إلى أمل
تصف ليانج هذه المرحلة بأنها كانت مليئة بالغضب واليأس. لكنها استعادت الأمل من خلال دعم الغرباء الذين تصرفوا كـ« السامري الصالح Good Samaritan». أو مساعدة الآخرين دون مقابل بيثار ورحمة، وكانوا يشجعون المرضى الآخرين في المستشفى.
كما التقت بالكاتب الصيني الشهير شي تيسشنج، الذي أصيب بالشلل النصفي . في سن 21، وألهمها بتجاربه الإيجابية في مواجهة الإعاقة من خلال الكتابة والتفكير العميق.
قال شي لها: «نحن لا ندرك مقدار اليأس الذي سنواجهه عندما نكون صغارًا، وما يمكننا فعله هو القراءة والتفكير لنستطيع محاربة اليأس عند مواجهته»
رغم شعورها بالغضب واليأس، قررت ليانج ألا تستسلم. التحقت بجامعة الاتصالات الصينية. لتصبح طالبة ماجستير في البث والإعلام عام 2011.
وفي عام 2012، عادت إلى مركز الاهتمام الإعلامي لتصبح أول مذيعة صينية على كرسي متحرك في Hunan TV. وبدأت سلسلة من الإنجازات الإعلامية والاجتماعية التي جعلتها رمزًا للتمكين والإصرار.
على مدار العقد الماضي، قدمت ليانغ برامج تلفزيونية وإذاعية، ونشرت كتبًا، وشاركت في فعاليات تهدف إلى تشجيع ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدة أن المهنة لا تتوقف عند حدود الإعاقة الجسدية.
تلتزم ليانج بروتين صارم لإعداد نفسها للتسجيلات، حيث تصل قبل ثلاث ساعات من وقت التسجيل، على الرغم من أن منزلها يبعد 20 دقيقة فقط عن مكان العمل. كما تستخدم وسادة لتقويم ظهرها أثناء التقديم، مما يؤثر على ثبات صوتها، فتتدرب على ذلك مسبقًا في المنزل.
وعن دعم أسرتها، تقول ليانج :
«أنا ممتنة جدًا لوالدتي، التي تقصر عني 11 سم، لكنها كانت تحملني إلى كرسيي المتحرك عدة مرات يوميًا وترافقني إلى العمل»
المذيعة الصينية: لا تقللو من قوة الإصرار
وعن سر نجاحها، تقول ليانج:
«لا تقللوا من قوة الإصرار والمثابرة. نحن نتغلب على الصعاب والتحديات في حياتنا ونصبح أشخاصًا أفضل بفضلها»
اليوم، أصبحت ليانج يي رمزًا عالميًا للإلهام والتمكين للأشخاص ذوي الإعاقة، وقصة حياتها تشجع على دمج ذوي الإعاقة في المجتمع وتؤكد أن التحديات الجسدية لا تعيق الطموح ولا تمنع الإنسان من تحقيق أحلامه والمساهمة بشكل فعال في المجتمع.


.png)


















































