Skip to content

مسارات المكفوفين تتحول لـ “أفخاخ موت” في شوارع بنجلاديش

مسارات المكفوفين تتحول لـ “أفخاخ موت” في شوارع بنجلاديش

المحرر: فاطمة الزهراء بدوي - بنجلاديش

يواجه المكفوفون في قلب العاصمة البنجلاديشية دكا مشاهد عبثيًة على الأرصفة كل يوم، فبدلاً من أن تكون “البلاطات اللمسية” وسيلة آمنة لتيسير حركتهم، تحولت إلى أفخاخ موت تهدد حياتهم، وتفضح افتقار المدينة لأبسط مقومات التخطيط الشامل، واحترام حق ذوي الإعاقة في العبور عبر طرق بها أبسط قواعد الأمن والسلامة.

يسير “تفسير الله”، طالب كفيف بجامعة دكا، مستعينًا بعصاه البيضاء على طريق نييلخيت المؤدي إلى سكنه، لكن مسيرته تنتهي بجراح في اليد بعد اصطدامه بقضيب حديدي وسط المسار المفترض أن يكون مخصصًا له، قائلاً: “في كل مرة أواجه انقطاعًا أو عائقًا على الطريق، أعرف أني وحدي في المعركة”.

ليست المشكلة في نقص البلاطات، ولكن بالكاد في عشوائية تركيبها، وكثرة الحواجز: أعمدة كهرباء، صناديق هاتف، باعة جائلون، أو حتى أشجار ضخمة، وعلى الرغم من وجود أكثر من 500 ألف كفيف في بنجلاديش، تظل البنية التحتية الحضرية عاجزة عن استيعاب احتياجاتهم.

تتكون البلاطات من خطوط بارزة ترشد إلى الاتجاه، ونقاط دائرية تنبه للتوقف أو الحذر، لكنها في كثير من المناطق تنتهي فجأة، أو تختفي تحت أكشاك، أو تنكسر بفعل الزمن دون صيانة.

في استطلاع رأي أجرته bdnews24.com على أكثر من 100 شخص من المارة، لم يكن لأيٍّ منهم فكرة عن وظيفة هذه البلاطات، بعضهم اعتبرها مجرد “زينة”، وآخرون داسوا فوقها أو أوقفوا دراجاتهم عليها دون وعي.

تقول “أوجالا بانيك”، كفيفة منذ الطفولة: “البلاطات ليست كافية، أحتاج دائمًا من يرافقني.. من صمموها لا يعرفون شيئًا عن احتياجاتنا”. أما أمجد حسين، فيحكي عن سقوطه داخل بلاعة مكشوفة أثناء سيره على المسار اللمسي، وهو في طريقه لمقابلة عمل، وانتهى اليوم بإصابة وخسارة الوظيفة.

يشير الناشطون إلى فشل التنسيق بين الجهات المعنية، وعدم استشارة الأشخاص ذوي الإعاقة أو منظماتهم، تقول سلمى محبوب من “بي سكان”: “قدمنا مواصفات دقيقة للبلاطات، لكن لم يُنفذ شيء منها، وما يحدث مجرد تلبية شكلية لمطالب الممولين الأجانب”.

من جانبها، تعترف مسؤولة بالتخطيط الحضري في دكا الشمالية بأن الأرصفة تعود للازدحام رغم حملات الإزالة، مؤكدة على الحاجة لحملات توعية عاجلة.

يعكس المشهد في شوارع دكا أزمة أكبر من مجرد بنية تحتية؛ إنه غياب للوعي المجتمعي والسياسات المتكاملة، ما لم تتحرك الجهات الحكومية والمجتمع المدني معًا، ستبقى البلاطات مجرد خطوط على الأرض، لا تقود إلى شيء.

المقالة السابقة
75 دولار للفرد.. نيبال تدعم ذوي الإعاقة لبدء مشروعات صغيرة من منازلهم
المقالة التالية
“دريم باند”.. فرقة موسيقية مصرية تتحدى الإعاقة بقلوب الأمهات