مشجعون من ذوي الإعاقة ينتقدون «فيفا». بعد رفع أسعار مباريات البطولة التي تنطلق العام المقبل. وتنظمها دول الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
سياسة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا». الخاصة بأسعار التذاكر الميسّرة لكأس العالم 2026. فجرت موجة من الغضب بين صفوف روابط المشجعين من ذوي الإعاقة.
وجاءت هذه الانتقادات في مقدمتها من رابطة مشجعي كرة القدم الأوروبية «FSE»، التي حذّرت من أن سياسة التسعير الحالية تؤدي فعليًا إلى إقصاء المشجعين من ذوي الإعاقة عن حضور البطولة.
مشجعون من ذوي الإعاقة ينتقدون «فيفا» ورسالة إلى إنفانتينو
وفي هذا السياق ذاته. وجّهت رابطة مشجعي كرة القدم الأوروبية. بالتعاون مع شبكة مشجعي ذوي الإعاقة والشمول التابعة لها، رسالة رسمية إلى رئيس فيفا. جياني إنفانتينو في 15 ديسمبر.
وأدانت الرسالة ما وصفته بـ«السياسة المجحفة» التي تنتهجها فيفا. في تسعير التذاكر المخصصة للمشجعين من ذوي الإعاقة، معتبرة أنها تتناقض مع مبادئ الشمول وتكافؤ الفرص. لذا خرج مشجعون من ذوي الإعاقة ينتقدون «فيفا».
أسعار مرتفعة تحرم ذوي الإعاقة من الفئات الأرخص
وأوضحت الرابطة أن فيفا قصر تذاكر إمكانية الوصول المخصصة لمشجعي المنتخبات الوطنية، ضمن ما يُعرف بحصة «PMA»، على الفئات السعرية من الأولى إلى الثالثة فقط.
وبالتالي، يُحرم المشجعون من ذوي الإعاقة من الاستفادة من الفئة السعرية الأدنى، التي تُعد الخيار الأكثر ملاءمة من الناحية الاقتصادية. فأنطلق مشجعون من ذوي الإعاقة ينتقدون «فيفا». عبر وسائل التواصل.
ونتيجة لذلك، يضطر المشجعون من ذوي الإعاقة إلى دفع مبالغ تتراوح بين نحو 140 و450 دولارًا أمريكيًا مقابل أرخص تذاكر مباريات دور المجموعات.
وفي السياق ذاته، يصل سعر أرخص تذكرة ميسّرة لنهائي البطولة إلى 4,185 دولارًا أمريكيًا، وهو رقم وصفته الرابطة بغير المبرر.
مخالفة أعراف البطولات الكبرى
وفي المقابل، شددت الرابطة على أن هذه السياسة تمثل خروجًا واضحًا عن الأعراف المتبعة في البطولات الكبرى. فعادةً، تُسعَّر المقاعد المخصصة لذوي الإعاقة ضمن الفئة الأقل سعرًا، أو تُطرح بأسعار مخفضة تراعي العوائق الإضافية التي يواجهها هؤلاء المشجعون. عند حضور الفعاليات الرياضية.
إلى جانب ذلك، تصاعدت حدة الانتقادات. بعدما قررت فيفا فرض رسوم كاملة على تذاكر المرافقين.وأكدت الرابطة أن كثيرًا من المشجعين من ذوي الإعاقة لا يستطيعون حضور المباريات من دون مرافق، ما يجعل تحميل المرافق تكلفة التذكرة بمثابة مضاعفة إجبارية للتكلفة.
ووصفت الرسالة هذا الإجراء بأنه «ضريبة غير عادلة تُفرض حصريًا على ذوي الإعاقة».كما لفتت الرابطة إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة يتحملون بالفعل أعباء مالية إضافية لا يمكن تجنبها، تشمل تكاليف النقل، والإقامة، والمعدات، والمساعدة الشخصية.
مقارنة مع مونديال قطر تكشف التناقض
وفي هذا الإطار، قارنت الرابطة بين الوضع الحالي وكأس العالم 2022 في قطر، حيث بلغت أسعار تذاكر دور المجموعات نحو 10 دولارات فقط. كما شملت تلك التذاكر مرافقًا مجانيًا، وهو ما اعتُبر نموذجًا إيجابيًا لدعم الشمول.
وأشارت الرابطة إلى أن مطالبة المشجعين من ذوي الإعاقة بدفع ما يصل إلى 38 ضعف هذه التكلفة بعد أربع سنوات فقط يتناقض بشكل مباشر مع تعهدات فيفا بجعل نسخة 2026 نموذجًا للتنوع والشمول.
وعلاوة على ذلك، انتقدت الرابطة طرح التذاكر للبيع. من دون توفير معلومات واضحة حول جاهزية الملاعب. من حيث سهولة الوصول.
كما انتقدت السماح بشراء التذاكر الميسّرة من دون التحقق من أهلية المستفيدين. وإعادة بيعها عبر منصة فيفا من دون أي سقف سعري. ما يفتح الباب أمام المضاربة والاستغلال.
مطالب عاجلة واحترام حقوق ذوي الإعاقة
وأكدت رابطة مشجعي كرة القدم الأوروبية. أن هذه السياسات تتعارض مع النظام الأساسي لفيفا، وسياسة حقوق الإنسان التي أعلنها الاتحاد. كما اعتبرت أنها تخالف المعايير الدولية، وفي مقدمتها اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وفي ختام رسالتها، طالبت الرابطة فيفا باتخاذ إجراءات عاجلة. تشمل خفض أسعار التذاكر الميسّرة بشكل كبير، وإعادة العمل بتذاكر المرافقين المجانية، ووضع سقف لأسعار إعادة البيع لا يتجاوز القيمة الأصلية.
ودعت كذلك إلى فتح حوار مباشر وجاد مع المشجعين من ذوي الإعاقة، لضمان مشاركتهم الفعلية في أكبر حدث كروي عالمي.
وذكّرت الرابطة بتصريح سابق لرئيس فيفا في نوفمبر 2022 قال فيه: «اليوم، أشعر بأنني معاق»، مؤكدة أن الشمول الحقيقي لا يتحقق بالتصريحات، بل بالقرارات العملية التي تضمن المساواة والكرامة للجميع.


.png)


















































