أكد الدكتور محمد العقبي المتحدث باسم وزارة التضامن الاجتماعي المصرية، أن مصر تترأس حاليًا المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، ما يتيح لها قيادة التنسيق الإقليمي في ملف الإعاقة خاصة مع دول مثل فلسطين والأردن والبحرين.
وأضاف خلال استضافته في برنامج ” بيت الكل” بالتليفزيون المصري:”استقبلنا مصابي الحرب من غزة ونعمل على توفير الرعاية الكاملة لهم وسنكون موجودين على الأرض في غزة بمجرد انتهاء الحرب لتأسيس مراكز تأهيل ودعم شامل”. مشيرا إلى امتلاك الهلال الأحمر المصري مخيمًا في غزة سيتم إعادة تفعيله لخدمة الأهالي بعد استقرار الأوضاع. مؤكدًا أن التجربة المصرية في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ستكون متاحة بالكامل لأي دولة عربية تسعى للاستفادة منها.
وقال إن مصر لم تعد تتعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة باعتبارهم فئة مهمّشة بل باتت تمضي بخطى ثابتة نحو دمجهم الكامل وتمكينهم على كل المستويات.
وأكد خلال حديثه أن عام 2014 شكّل نقطة انطلاق حقيقية في تغيير طريقة تعامل الدولة مع ذوي الإعاقة. حيث بدأت تظهر نماذج شبابية وأطفال من ذوي الإعاقة في المشهد العام والفعاليات الوطنية. ما أرسل رسالة قوية عن التوجّه الجديد للدولة نحو إشراكهم بفاعلية في المجتمع.
موضحا أن هذا التحوّل لم يكن رمزيًا فقط بل تَجسّد في تطور تشريعي غير مسبوق تمثل في إصدار قانون رقم 10 لسنة 2018، وهو أول قانون شامل لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة يصدر منذ قانون عام 1975. ويستند إلى تسع مواد دستورية تضمن حقوقهم في التعليم والصحة والعمل والثقافة. وأضاف أن القانون جاء بلائحة تنفيذية مفصّلة ورافقتها منظومة رقابية من مؤسسات عدة، أبرزها وزارة العمل وزارة الصحة وزارة التعليم العالي والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة.
وأكد أن من أهم ما ينص عليه القانون تخصيص 5% من الوظائف الحكومية والخاصة للأشخاص ذوي الإعاقة فضلًا عن توفير الدعم الفني لهذه الجهات لضمان التطبيق العملي. كما كشفت وزارة التضامن عن تمويل توفير مترجمي لغة إشارة للطلاب من فئة الصم والبكم في الجامعات، ضمن خطة لإتاحة التعليم العالي دون عوائق.
وقال العقبي أن دور الوزارة لا يتوقف عند الرقابة والتشريع بل يمتد إلى الدعم المباشر من خلال تقديم أدوات مساعدة وتغطية المصروفات الدراسية إلى جانب تسهيل قبول الطلبة ذوي الإعاقة بالكليات المناسبة لهم.
وفي ختام اللقاء، شدد العقبي على أن مصر تنظر لقضية الإعاقة كقضية تنمية وعدالة اجتماعية وليست مجرد ملف خدمات، مضيفًا “نحن مستعدون لنقل خبراتنا إلى كل أشقائنا العرب وخصوصًا في فلسطين. دعمًا لإعادة البناء وتوفير حياة كريمة لذوي الهمم بعد سنوات الحرب”.