تطلق الهيئة العامة لقصور الثقافة بجمهورية مصر العربية برئاسة اللواء خالد اللبان، غدا السبت، فعاليات ورشة تدريبية بعنوان “دعم وتمكين ذوي الإعاقة”، بمقر إعداد القادة الثقافيين بمصر الجديدة، وذلك للعاملين والمتعاملين مع ذوي الإعاقة بقصور الثقافة، ضمن برامج وزارة الثقافة، وتستمر الورشة حتى 8 أكتوبر الجاري.
وتقام الورشة من خلال الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة أميمة مصطفى، وتهدف إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بحقوق واحتياجات ذوي الإعاقة، وتعزيز دمجهم في المجتمع وبيئة العمل الثقافية، بما يسهم في بناء مجتمع أكثر شمولية وتقبلاً لجميع الفئات.
وتتناول الورشة المفاهيم الأساسية حول الإعاقة وأنواعها، والفرق بين التمكين والدمج، وتقدمها د. هبة كمال، مدير عام التمكين الثقافي لذوي الإعاقة. كما تستعرض الورشة التشريعات الخاصة بذوي الإعاقى، يلقيها محمد مختار غريب، مدير إدارة خدمة المواطنين بالمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة.
كما تسلط الورشة الضوء على أهمية التخاطب ودور بعض البرامج في دعم الأطفال ذوي الإعاقة وآليات التخاطب ونموهم في ظل الإعلام، بما في ذلك الميديا الموبايل وقنوات الأطفال، وتقدمها د. أسماء الأعصر رئيس وحدة المنستوري بمركز الإيمان لذوي الإعاقة والباحثة في الدراسات النفسية لذوي الإعاقة.
وتتناول الورشة أيضًا قضية التكامل الحسي للأطفال ذوي الإعاقة، والتفاعل الثقافي والاندماج المجتمعي، وتقدمه د. ياسمين سعد مطر أستاذ جامعي وخبير في الإعاقة، إلى جانب مناقشة تداعيات النمو الجسمي لذوي الإعاقة وعلاقته بتواجدهم في المواقع الثقافية، تقدمها د. داليا الشيخ، دكتوراه في الإعلام وثقافة الأطفال ذوي الإعاقة.
وفي سياق تنمية قدرات ذوي الإعاقة، تشمل الورشة جلسة حول العلاج بالفن وتأثيره، مدعومة بورشة تصنيع قفازات عرائس، تقدمها هبة رشدي، باحثة دكتوراه في مجال العلاج بالفن وعلم نفس التربية الفنية بإعداد القادة الثقافيين، بالإضافة إلى مناقشة تحديات وصعوبات الإعاقة البصرية، مع عرض مشروع «بوصلة كفيف» كنموذج عملي، يلقيها أحمد حسام، مؤسس ورئيس فريق بوصلة كفيف.
وتأتي هذه الورشة ضمن سلسلة من المبادرات التي تنفذها قصور الثقافة على مدار العام لدعم ذوي الإعاقة وتعزيز دمجهم في الحياة الثقافية والفنية، بما يتوافق مع استراتيجيات وزارة الثقافة المصرية في بناء مجتمع شامل يقدر التنوع ويضمن حقوق جميع الفئات.
وتُعد ورش العمل التدريبية أحد أهم برامج الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين، التي تهدف إلى تطوير مهارات العاملين والمتعاملين مع ذوي الإعاقة، وتمكينهم من تقديم برامج ثقافية وفنية ملائمة لمختلف القدرات، سواء على مستوى الفنون البصرية أو المسرح أو الموسيقى، أو الأنشطة التعليمية والتوعوية.
وفي السنوات الأخيرة، أطلقت الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية العديد من الفعاليات التي ركزت على الفنون التفاعلية والعلاجية، مثل ورش الرسم والموسيقى والدراما العلاجية، بالإضافة إلى برامج تعليمية للأطفال ذوي الإعاقة تهدف إلى تنمية مهاراتهم الإبداعية والاجتماعية.
كما شملت المبادرات تنظيم معارض فنية ومهرجانات محلية شارك فيها أطفال وشباب من ذوي الإعاقة، لتسليط الضوء على قدراتهم ومواهبهم، وتعزيز الثقة بالنفس لديهم.
وتسعى الورشة الحالية إلى تزويد المشاركين بأساليب حديثة للتفاعل مع الأطفال والشباب ذوي الإعاقة، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا والأدوات الرقمية، مثل تطبيقات الهواتف الذكية الموجهة للأطفال، والمنصات الإعلامية التعليمية، لضمان تواصل فعال وداعم للنمو الذهني والاجتماعي.
وطالما أكدت الهيئة أن هذه الورش تمثل جزءًا من جهود مستمرة لتعزيز دمج ذوي الإعاقة في بيئة العمل الثقافية، وتوفير بيئة تعليمية وفنية محفزة، تمكّنهم من المشاركة الفاعلة في الأنشطة المجتمعية، وتشجع على التعاون بين المؤسسات الثقافية والمراكز المتخصصة لدعم هذه الفئة.
لإضافة إلى الجانب التدريبي، توفر الورش مساحة حوارية وتفاعلية للمشاركين لتبادل الخبرات ومناقشة التحديات العملية، مع عرض نماذج وتجارب ناجحة، مثل مشروع بوصلة كفيف، الذي ساهم في تطوير برامج ثقافية متخصصة للمكفوفين، مما يعكس التزام الهيئة بتقديم حلول مبتكرة ومستدامة في مجال الثقافة الشاملة.
كما توفر الورش فرصة لتبادل الخبرات بين المشاركين والخبراء، ومناقشة أحدث الدراسات العلمية والتربوية المتعلقة بذوي الإعاقة، بما يضمن تحديث المعرفة وأساليب العمل.
كما تساهم في تعزيز الوعي المجتمعي العام بأهمية احترام حقوق ذوي الإعاقة وإدماجهم في الأنشطة الثقافية والفنية بشكل كامل ومستدام.
جدير بالذكر أن مشروع بوصلة كفيف هو مبادرة ثقافية موجهة لذوي الإعاقة البصرية، يعرض المشروع كنموذج عملي ضمن ورش تمكين ذوي الإعاقة داخل قصور الثقافة، حيث يُقدَّم أمام العاملين والمتعاملين مع ذوي الإعاقة، بهدف دمجهم ثقافيًا وإتاحة الفرص لهم في الفضاءات الثقافية.
خلال ورش “دعم وتمكين ذوي الإعاقة” التي تنظمها الهيئة، تُقدَّم الجلسة الخاصة بـ بوصلة كفيف من قِبل أحمد حسام، مؤسس المشروع، كعرض حي لتحديات المكفوفين في الوصول إلى النصوص والبرامج الثقافية، ولطرح حلول تكنولوجية وتقنيات وصول مبتكرة.
الفكرة الأساسية تتعلق بتوفير أدوات ومقترحات لتسهيل وصول المكفوفين إلى المحتوى الثقافي، مثل نصوص برايل، برامج صوتية، مواد مخصصة للتواصل السمعي، ودعم مروّجين ثقافياً ومؤسسات لتكييف الفضاءات الثقافية لهم.
يُنظر إلى بوصلة كفيف كخطوة رمزية في سبيل تعزيز الدمج والتعددية في المجال الثقافي، بحيث لا يُنظر إلى ذوي الإعاقة البصرية كمستفيدين سلبيين فحسب، بل كمشاركين فاعلين في الإبداع والتلقي الثقافي.