مطارات العالم تعيد تعريف الوصول الشامل لخدمة ذوي الإعاقة

أصبحت قضية الوصول الشامل لذوي الإعاقة في المطارات، محور نقاش عالمي متزايد، وباتت جزءًا من ثقافة التشغيل والتخطيط، في العديد من المطارات حول العالم.

هذا ما أكدته الندوة الافتراضية التى  نظمها مؤخرا المجلس الدولي للمطارات (ACI) بعنوان”تمكين الوصول: بناء مناصرة لذوي الإعاقة وصياغة مبررات تجارية لمطارات خالية من الحواجز”.

وقد ذكر موقعairportindustry  أن الندوة جمعت خبراء وقادة مطارات وناشطين في قضايا الإعاقة، لتسليط الضوء على أن الإتاحة ليست التزامًا أخلاقيًا فحسب، بل أيضًا استراتيجية تجارية مجزية.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يعيش نحو 1.3 مليار شخص حول العالم مع إعاقات كبيرة، ما يجعل سوق السفر الميسر ضخمًا إذا احتُسب مرافقوهم وأفراد أسرهم.

البعد التجاري والاجتماعي

أوضح ويليام ديفيس من هيئة مطارات نيويورك ونيوجيرسي أن الاستثمار في الإتاحة يجمع بين الفوائد الاجتماعية والقانونية والتجارية، فالتصميمات الميسرة مثل المنحدرات والمناطق الهادئة والمساحات الحسية، تعزز تجربة جميع الركاب وتدعم ولاء العملاء، إلى جانب تقليل المخاطر القانونية عبر الاستباق في الالتزام بالأنظمة.

وقد أطلقت الهيئة عام 2020 “المتطلبات التكميلية للإتاحة” التي تتجاوز القوانين الفيدرالية، بفرض معايير أكثر شمولًا مثل زيادة مساحات الكراسي المتحركة، إضافة طاولات تغيير للبالغين، وتوفير طاولات متحركة في المطاعم.

كما أصبحت أنظمة “حلقة السمع” وهو نظام صوتي مساعد مخصص للأشخاص ضعاف السمع إلزامية لضعاف السمع، وأزرار المصاعد عالية التباين لضعاف البصر،  إلى جانب ذلك، يركز برنامج “الأساسيات البارزة” على تحسينات عملية مثل استبدال الأبواب الدوارة بأبواب أوتوماتيكية، وإعادة طلاء مواقف ذوي الإعاقة.

تجربة أوروجواي: التغيير رغم ضعف القوانين

في أوروجواي، يعمل مطار كاراسكو الدولي على تطوير الإتاحة في بيئة تشريعية ضعيفة.

بدأت المبادرة عام 2019 بمشاركة مباشرة من أشخاص ذوي إعاقة في تقييم المرافق والخدمات، وأظهرت التجربة أن تدريب الموظفين لا يقل أهمية عن البنية التحتية.

المطار واجه تحديات مثل غياب الخبرة المحلية في تطوير المواقع الإلكترونية الميسرة، فقام بتدريب المزود المحلي ليصبح رائدًا في هذا المجال داخل البلاد.

كما قاد حوارًا مع شركات التاكسي لتوفير سيارات مجهزة لذوي الإعاقة، وشارك في شبكات وطنية لتعزيز السياحة الشاملة،  وكان أول مطار في أوروجواي يتبنى برنامج “عباد الشمس للإعاقات غير المرئية”.

مطار كندا

في مطار مونتريال-ترودو (YUL)، يقوم العمل على مبدأ “لا شيء يخصنا يُقرّر من دوننا”، حيث يُشرك الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع مراحل اتخاذ القرار،  المطار اعتمد تصميمًا شاملًا، ودرب موظفيه على المرونة والتعاطف، مما أهله للحصول على المستوى الثالث من برنامج اعتماد الإتاحة التابع للمجلس الدولي للمطارات.

أحد أبرز الشراكات كانت مع منظمة “جاينت ستيبس” لدعم الأسر ذات التنوع العصبي. حيث طوروا برنامج “Premium Kids” الذي يتيح للعائلات المصابة بالتوحد تجربة المطار قبل السفر، ما ساعد أسرًا عديدة على التغلب على القلق وتمكينها من السفر.

نحو ثقافة شاملة

يرى المجلس الدولي للمطارات أن الاعتماد ليس مجرد شهادة، بل وسيلة لتحويل الثقافة التشغيلية للمطارات، إذ يشارك اليوم 64 مطارًا في 27 دولة في برنامج تعزيز الإتاحة بمستويات تدريجية.

الرسالة الواضحة التي خرجت بها الندوة هي أن النمو والتوسع بعد الجائحة لا معنى لهما دون شمول الجميع.

فالمطارات التي تفخر بكونها بوابات إلى العالم، يجب أن تضمن أن كل شخص قادر على السفر بكرامة واستقلالية وثقة.